للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قاعدةٌ، وإذا كان يُراعى في مسألةٍ تقتضي تركَ (١) أحدِهما؛ فكذا يُراعى حين اجتماعِهما بالتقديم.

وقاعِدةٌ أخرى: وهي أن الضمائر تُرَدُّ معها الأشياءُ إلى أصولها.

وقاعدةٌ أخرى: وهي أن الضمير المتصلَ أقربُ إلى حكمة الضميرِ من المنفصل، فهو أَطْلَبُ للأحكام التي تكون للضمير.

فلَزِمَ من هذا التقريرِ كلِّه: أنك إذا وصلت تُقَدِّم الأخصَّ؛ وَفَاءً بهذه القواعِدِ؛ فلذلك تقول: أعطاكه، ولا تقول: أعطاهوك، كما تقول:

فَلَا بِكِ مَا أَسَالَ وَلَا أَغَامَا (٢)

ولا تقول: فلا تَك، ولا: فلا وَك (٣).

فهذا موطنٌ لم يُزَاحِمني على تقريره هكذا أحدٌ، والحمد لله تعالى (٤).

وفي اتّحادِ الرُّتبةِ الزَم فصلا ... وقد يُبيحُ الغيبُ فيه وصلا

(خ ١)

* نحو: ملَّكْتُك إيَّاك، وملَّكْتُه إيَّاه، وفي المتكلم: قولُ العبد: سيدي؛ مَلِّكْني إيَّاي، كلُّ ذلك جائز؛ لأن فعل المضمر المتصلِ يتعدى إلى ضمير المنفصل؛ لأنه كالظاهر.


(١) انطمست في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.
(٢) عجز بيت من الوافر، لعمرو بن يربوع بن حنظلة، وصدره:
رأى برقًا فأوضع فوق بكرٍ ... ...
بك: أدخل باء القسم على الضمير، أغاما: حدث فيه الغيم. ينظر: النوادر لأبي زيد ٤٢٢، والحيوان ١/ ١٢١، ٦/ ٤١٩، وجمهرة اللغة ٢/ ٩٦٣، والحجة ١/ ١٠٦، ٢/ ١١٣، وسر صناعة الإعراب ١/ ١٠٤، ١٤٤، واللآلي في شرح أمالي القالي ١/ ٧٠٣، وسفر السعادة ١/ ٣٠١، ٢/ ٧١٦، وشرح جمل الزجاجي ١/ ٥٢٣، وشرح شواهد شرح الشافية ٤٧٠.
(٣) فلا تدخل حرف القسم النائب عن الباء على الضمير المتصل.
(٤) الحاشية في: ٤/أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>