للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(خ ١)

* [«أو شِبْهُها»]: وهو الظرف، والجار والمجرور؛ لقيامهما مقامَ الجملة، ولهذا يُقدَّر متعلَّقُهما جملةً هنا بالإجماع.

وينبغي أن يدخل في شبهها -وإن لم يرده الناظم-: قائمٌ زيدٌ؛ إذا جعلنا "زيدٌ" فاعلًا سدَّ مسدَّ خبر "قائم"، وأجزنا هذا التركيب، وهو مذهب الأَخْفَشِ (١)، فينبغي أن يجوز: جاءني الذي قائمٌ أبواه، وينبغي أن يجوز على مذهب الجميع: جاءني الذي ما قائمٌ أبواه؛ لأن اسم الفاعل -وإن كان مع عامله لا يُعدُّ جملةً- إلا أنه هنا واقع موقعَ الجملة، ولهذا لم يَحتجْ إلى خبر، وما يوجد في "المفصَّل" (٢) من أن خبره محذوف تَجَوُّزٌ، وإلا فهذا كالفعل في أنه إنما يحتاج لفاعل، ولهذا اشتَرط الجمهور أن يتقدَّمه أداةُ استفهام، أو نفيٌ؛ ليَقرُب من الفعل (٣).

* قولُه: «وجملةٌ أو شِبْهُها»: لا يُقدَّر الظرف والمجرور هنا بمفرد، بل تتعيَّن الجملة، بخلاف باب المبتدأ، والفرق: أن الخبر قد ورد مفردًا مصرَّحًا به، نحو: زيد قائم، فلم يكن تقدير المفرد ممتنعًا، وأما الصلة فلما صُرِّح بها لم تكن في غير "أَلْ" إلا جملةً، فوجب أن يُرْجَعَ بالمحتمِل إلى ما تَحَقَّق (٤).

(خ ٢)

* قولُه: «الذي وُصِل به»: يَحتمِل مرفوعُ: «وُصِل» أن يكون ضميرًا فيه، عائدًا على الموصول المتقدم ذِكْرُه، ويَحتمِل كونَه الظرفَ، ومعنى قوله: «الذي وُصِل به»: غيرُ الألف واللام، بدليل ما سيأتي من قوله (٥): «وصفةٌ صريحةٌ» (٦).


(١) ينظر: شرح جمل الزجاجي ١/ ٣٤١، وارتشاف الضرب ٣/ ١١٠٨، ومغني اللبيب ٥٧٩، وائتلاف النصرة ٧٩.
(٢) ٣٨، وعبارته: «ومما حذف فيه الخبر لسد غيره مسده: قولهم: أقائم الزيدان؟».
(٣) الحاشية في: ٥/ب.
(٤) الحاشية في: ظهر الورقة الثانية الملحقة بين ٥/ب و ٦/أ.
(٥) في البيت التالي.
(٦) الحاشية في: ١٧، ونقلها ياسين في حاشية الألفية ١/ ٦٢، ٦٣، ولم يعزها لابن هشام.

<<  <  ج: ص:  >  >>