للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَقُولُ لَهُ كَالسِّرِّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ: ... هَلْ أَنْتَ بِنَا فِي الحَجِّ مُرْتَجِلَانِ؟ (١)

فأَجرى "بنا" مُجرى: ونحن؛ للضرورة، وعبارةُ شرف (٢): أنه أَجرى غيرَ المبتدأ مُجرى المبتدأ، فأخبر عنهما، وأنشد أيضًا:

لَعَلِّيَ إِنْ مَالَتْ بِيَ الرِّيحُ مثلة (٣) ... عَلَى ان (٤) أَبِي ذِبَّانَ أَنْ يَتَنَدَّمَا (٥) (٦)

ورفعوا مبتدأً بالابتِدا ... كذاكَ رفعُ خبرٍ بالمبتدا

(خ ٢)

* ابنُ السِّيد في "إصلاح الخَلَل" (٧): أحسنُ ما قيل: إن المعنى الرافعَ له: عنايةُ المتكلم واهتمامُه به، وأن (٨) جاء به؛ ليُسنِد إليه ما بعده، فهو بمثابة مَلِكٍ نوَّه بإنسانٍ وعُنِي بأمره؛ ليُسنِد إليه أموره ويقلِّدَه إياها، والفاعلُ بمثابة رجلٍ رَفَعَتْه أفعالُه التي فعل.

ع: حقيقتُه: أن الرفع أشرفُ أنواع الإعراب، فيستحقُّه الأشرفُ؛ لشرفه، وشرفُ المبتدأ والفاعل بما ذَكَر، وحينئذٍ فأقول: ارتفع الخبر؛ لأنه عن الذي ثَبَت شرفُه (٩).


(١) بيت من الطويل. الشاهد: الإخبار بالمثنى "مرتجلان" عن المفرد "أنت" ضرورةً؛ لأنه أجرى غير المبتدأ -وهو "بنا"- مجرى المبتدأ، فأخبر عنهما، والتقدير: هل أنت وأنا، أو: هل أنت ونحن مرتجلان؟ ينظر: ضرائر الشعر ٢٨٢، والتذييل والتكميل ٣/ ٣٢٢، وارتشاف الضرب ٥/ ٢٤٥٠.
(٢) ارتشاف الضرب ٥/ ٢٤٥٠.
(٣) كذا في المخطوطة، والصواب ما في مصادر البيت: مَيْلَةً.
(٤) كذا في المخطوطة، والصواب ما في مصادر البيت: ابن.
(٥) بيت من الطويل، لثابت بن كعب العَتَكي، المعروف بثابت قُطْنة، وأبو ذِبَّان كنيةٌ غلبت على عبدالملك بن مروان، والمراد بابنه: هشام. الشاهد: الإخبار بالغائب "يتندم" عن المتكلم "لعلِّي" ضرورةً؛ لأنه أجرى غير اسم "لعل" -وهو ابن أبي ذِبَّان- مجرى اسمها، والتقدير: لعل ابن أبي ذِبَّان أن يتندَّم. ينظر: الديوان ٥٨، ومعاني القرآن للفراء ١/ ١٥٠، ومعاني القرآن وإعرابه ١/ ٣١٥، والبصريات ١/ ٧٣٢، والمخصص ٤/ ١٢٢، وضرائر الشعر ٢٨٣.
(٦) الحاشية في: ٢١.
(٧) الحُلل في إصلاح الخلل من كتاب الجُمل ١٤٧.
(٨) كذا في المخطوطة، والصواب ما في الحُلل: أنَّه.
(٩) الحاشية في: ٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>