للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَنَا أَبُو المِنْهَالِ ... ... ...

البيتَ، وتلخَّص لنا فيه وجهان:

أحدهما: أن يكون التقدير: أنا مثلُه، فعَمِل في الظرف معنى التشبيه، أي: أنا أُشبِهُ أبا المنهال في بعض الأحيان.

والثاني: أن يكون أبو المنهال قد اشتَهر بالغَنَاءِ والنجدةِ، فصار ذكرُه بمثابة أن يُذكر: أنا المُغْنِي أو النَّجْدُ (١) (٢).

وأبرزنه مطلقا حيث تلا ... ما ليس معناه له مُحَصَّلا

(خ ١)

* مرادُه بذلك: نحو: غلامُ هندٍ ضارِبَتُه، والعبارةُ لا تساعد عليه؛ لأنه إنما يلي ... (٣)، ومعناه له قطعًا، وعبارةُ النحاة جيدةٌ: إذا جَرَتِ الصفةُ خبرًا على مَنْ ليست له.

ثم عليه اعتراضٌ ثانٍ، وهو أنه يُوهِمُ أن ذلك خاصٌّ بالوصف، وليس كذلك، بل: زيدٌ عمرٌو ضَرَبَه؛ كذلك (٤).

* أجاز الزَّجَّاجُ (٥)، والتَّبْرِيزيُّ (٦) في سورة النساء في قوله تعالى: {يُدْخِلْهُ نَارًا


(١) هو الشجاع الماضي فيما يُعجِز غيرَه، وفي جيمه الضم والكسر أيضًا. ينظر: القاموس المحيط ١/ ٤٦٤ (ن ج د).
(٢) الحاشية في: ٢٢، ونقل منها ياسين في حاشية الألفية ١/ ٧٩ بيت الطائي الكبير وتوجيهَه، ولم يعزه لابن هشام.
(٣) موضع النقط مقدار كلمة انطمست في المخطوطة.
(٤) الحاشية في: ٦/ب.
(٥) معاني القرآن وإعرابه ٢/ ٢٧.
(٦) لم أقف عليه في تفسيره المسمى: الملخص في إعراب القرآن، وليس فيه تفسير سورة النساء، وينظر: البحر المحيط ٣/ ٥٥١. والتبريزي هو يحيى بن علي بن محمد الشيباني، أبو زكريا، عرف أبوه بالخطيب، من كبار علماء النحو واللغة والأدب، أخذ عن أبي العلاء المعري وابن الدهان، وأخذ عنه: الجواليقي، له: شرح القصائد العشر، وتهذيب إصلاح المنطق، وشرح الحماسة، وغيرها، توفي سنة ٥٠٢. ينظر: نزهة الألباء ٢٧٠، ومعجم الأدباء ٦/ ٢٨٢٣، وإنباه الرواة ٤/ ٢٨، والبلغة ٣١٥، وبغية الوعاة ٢/ ٣٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>