للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا بحثٌ، والجوابُ عنه: أن المراد بسدِّه مسدَّه: أن يقع بعد المبتدأ شيءٌ غيرُ الخبر، ولا شكَّ أن المعطوف في مكان الخبر لو لم يكن الخبرُ (١).

(خ ٢)

* [«وبعدَ واوٍ»]: قيل: لا حذفَ أَلْبَتَّةَ؛ لأن المعنى بمنزلته لو ذَكَرْتَ، وهو اختيار ابنِ (٢) خَرُوفٍ (٣)، وقيل: حُذف شيءٌ واحد، وهو: مقرونان، وهو قول الجمهور، وقيل: بتقدير خبرين، وجَعْلِ الكلامِ جملتين، أي: كلُّ رجلٍ مع ضيعتِه، وضيعتُه معه، وهو قول ابنِ أبي الرَّبِيعِ (٤)، قالوا: فالواو إنما عَطَفت عنده جملةً (٥).

* [«وبعدَ واوٍ»]: نحو: «الرجالُ وأَعْضَادُها، والنساءُ وأَعْجَازُها» (٦).

وجوَّز الفارسيُّ في "الحَلَبِيَّات" (٧) في: «إنَّك ما وخيرًا» (٨) أن يكون الخبر محذوفًا، وأن تكون الواو بمنزلة "مع" سدَّت مسدَّ الخبر، كما سدَّ المرفوع في: أقائمٌ الزيدان؟

وجوَّز الوجهين في: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ} (٩)، وهذا يكون من الحذف الجائز لا الواجبِ؛ إذ لم تقم قرينةٌ تشهد بإرادة المعيَّة نصًّا (١٠).


(١) الحاشية في: ٧/أ.
(٢) هو علي بن محمد بن علي الإشبيلي، أبو الحسن، من كبار علماء النحو بالأندلس، أخذ عن أبي بكر بن طاهر الخِدَبّ، له: شرح كتاب سيبويه، وشرح الجمل، وغيرهما، توفي سنة ٦٠٩، وقيل غير ذلك. ينظر: معجم الأدباء ٥/ ١٩٦٩، وإنباه الرواة ٤/ ١٩٢، وبغية الوعاة ٢/ ٢٠٣.
(٣) شرح الجمل ١/ ٣٩٤. وينظر: شرح التسهيل ١/ ٢٨٥، والتذييل والتكميل ٣/ ٢٨٣.
(٤) البسيط ١/ ٥٩٦. وينظر: التذييل والتكميل ٣/ ٢٨٤.
(٥) الحاشية في: ٢٦.
(٦) قول للعرب، رواه الأخفش. ينظر: المذكر والمؤنث لابن الأنباري ١/ ٣٦٠، والحلبيات ١٤٩، وشرح التسهيل ٢/ ٢٥٤.
(٧) ١٤٩، ١٥٠.
(٨) قول للعرب، رواه أبو زيد، ومعناه: إنك مع خيرٍ، و"ما" زائدة. ينظر: الكتاب ١/ ٣٠٢، ٢/ ١٠٧، والبارع ٢٢٦، وتهذيب اللغة ٧/ ٢٢٤.
(٩) الحديد ١٨.
(١٠) الحاشية في: ٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>