للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نحو: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} الآية (١)، فـ"تحلفي" (٢) يحتاج للجواب، ولا يتوقَّفُ ذلك على كونه ليس خبرًا عن الغير، إلا أنه لا يجب له الجوابُ كما وجب للقسم الإنشائي؛ أَلَا ترى أنك تقول: حلفت على كذا، فيتمُّ الكلامُ، وقد يقال: إنه بتقدير: حلفت على كذا أنَّه واقعٌ (٣).

* [«بوجهَيْنِ نُمِي»]: وأوجب جماعةٌ كثيرةٌ الكسرَ، وعندي أنه الصواب، ولا دليلَ في:

أَوْ تَحْلِفِي بِرَبِّكِ العَلِيّ

أَنِّي أَبُو ذَيَّالِكِ الصَّبِيِّ (٤)؛

لأن هذا خبرٌ لا قَسَمٌ، و"أنِّي" معمولةٌ لـ"تحلفي"، ولو جاء من كلامهم: واللهِ أَنَّ زيدًا قائمٌ -بالفتح- لكان لهم ... (٥)، والقَسَمُ إنشاءٌ، و"تحلفي" خبرٌ، وليس مثلَ: أُقْسِمُ بالله؛ لأن "تحلفي" ... (٦) من هذا المتكلم، فيقال: إنه جزم به، ولهذا ... (٧) في قولك: أَقْسِمْ يا زيدُ بالله لقد قام عمر (٨)، على كل تقديرٍ، سواءٌ قام زيد أو لم يقم، بخلاف قوله مُنشِئًا: أُقْسِمُ بالله ... (٩) وأنه باطل (١٠)، فأما إذا قلت: حلفت بالله إنَّك لفاضل؛


(١) كذا في المخطوطة، وهي في الأنعام ١٠٩، والنحل ٣٨، والنور ٥٣، وفاطر ٤٢، وليس في شيء منها "إنَّ" مكسورة بعد القسم، ولعل الأقرب للاستشهاد آية المائدة ٥٣: {وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ}.
(٢) في البيت المتقدم قريبًا.
(٣) الحاشية في: ظهر الورقة الثالثة الملحقة بين ٢٣/ب و ٢٤/أ.
(٤) بيتان من مشطور الرجز، لم أقف لهما على نسبة، تقدَّما قريبًا.
(٥) موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.
(٦) موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.
(٧) موضع النقط مقدار كلمتين أو ثلاث انقطعت في المخطوطة.
(٨) كذا في المخطوطة، فإن كان مراده: عَمْرٌو، فهو وجه في رسمه أجازه المبرد وغيره، بشرط ضبطه بالشكل؛ تمييزًا له عن "عُمَر". ينظر: كتاب الخط لابن السراج ١٢٥، وعمدة الكتاب ١٦٤.
(٩) موضع النقط مقدار ثلاث كلمات أو أربع انطمست في المخطوطة.
(١٠) انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

<<  <  ج: ص:  >  >>