للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

البيتَ (١)، ولو أخبر عنهما لقال: كدابغةٍ ودَبْغِها، فإنه نسبة (٢) الكاتبَ بالدابغة، والكتابَ بالدَّبْغ.

قلنا: التقديرُ كذلك، ولكنه حَذَف المعطوفَ، مثل: رالت (٣) الناقةِ طَلِيحانِ (٤).

ففي توجيه الخبر المفردِ في هذه الأبيات ونحوِها ثلاثةُ مذاهبَ، وفي اقتياسه وعدمِ ذلك مذهبان.

ورَدَّ عليهم ابنُ عُصْفُورٍ في اعتذارهم عمَّا الواوُ فيه بمعنى "مع" بأنها للتشريك، كالواو العاطفةِ، والخبرُ يكون عنهما، بدليلِ: زيدٌ وعمرًا كالأخوين، فنصبوا "عمرًا"، وقالوا: كالأخوين، بالتثنية (٥).

وألحقت بإن لكن وأن ... من دون ليت ولعل وكأن

(خ ١)

* [«وأُلْحِقَتْ بـ"إِنَّ": "لكنَّ" و"أَنّ"»]: لأن معنى الابتداء باقٍ معها، فجاز اعتبار حكمه (٦).

* [«من دون "ليتَ" و"لعلَّ" و"كأنّ"»]: لأنها نسخت حكمَ الابتداء في


(١) بعض بيت من الوافر، وهو بتمامه:
فإنَّكَ والكتابَ إلى عليٍّ ... كدابغةٍ وقد حَلِمَ الأديمُ

حَلِم: فسد، والأديم: الجلد. ينظر: إصلاح المنطق ١٤٩، ومجالس ثعلب ١٠٣، وجمهرة اللغة ١/ ٥٦٥، والزاهر ١/ ٩٢، ١٣٠، واللآلي في شرح أمالي القالي ١/ ٤٣٤، ومجمع الأمثال ٢/ ١٥٠، والتذييل والتكميل ٣/ ٣٢١، ٥/ ٢١٤.
(٢) كذا في المخطوطة، والصواب ما في شرح جمل الزجاجي: يُشَبِّهُ.
(٣) كذا في المخطوطة، والصواب ما في مصادر القول: راكب.
(٤) قول للعرب، رواه ثعلب. ومعناه: راكب الناقة والناقةُ طليحان، والطَّلِيح: المُجْهَد. ينظر: شرح القصائد السبع ٥٤٠، والمحتسب ٢/ ٢٢٧، والخصائص ١/ ٢٩٠، ٢/ ٣٧٥، والمحكم ٣/ ٢٣٩.
(٥) الحاشية في: ٤٧.
(٦) الحاشية في: ٩/أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>