للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الثالثُ محذوفًا، أي: أخبارَكم مشروحةً.

ع: وليس ذلك بصوابٍ؛ لأنه يكون المعنى: أنه تعالى أعلمَ المؤمنين أن أخبار المنافقين مشروحةً خاصةً، وليس كذلك. (١) أي: نبَّأنا الله من أخباركم ما كنتم تُسِرُّونه بَيِّنًا (٢).

وعليه من الاعتراض نظيرُه؛ لأن "بَيِّنًا" حالٌ أيضًا، ولم يقع التَّنْبِيءُ عليها (٣).

* ابنُ عَطِيَّةَ (٤) في: {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ} (٥): قيل: إنها بمعنى: يستَعْلِمونك، فهي على هذا تحتاج إلى ثلاثة مفعولِينَ، أحدُها الكافُ، والابتداءُ والخبرُ في محل المفعولَيْن.

ح (٦): ليس كما ذَكَر؛ لأن "استعلَمَ" لا يُحفَظُ كونُها متعديةً إلى مفاعيلَ ثلاثةٍ، لا تقولُ: استَعْلَمت زيدًا عمرًا قائمًا (٧).

* "أعلمَ" و"أَرى" مجمَعٌ عليهما، وزاد س (٨): "نبَّأ"، وغيرُه الباقيَ، والأَخْفَشُ (٩) جميعَ بابِ "ظنَّ" إذا دخلت الهمزةُ.

لنا: أن الأصل أن لا يجوز في "أعلمَ" و"أَرى"؛ لعدم ما يتعدى لثلاثةٍ بنفسه،


(١) موضع النقط انقطاع في المخطوطة، لا أعلم مقداره، لإكمال الحاشية في مكان آخر من الورقة.
(٢) هذا وجه ثانٍ في الآية أجازه الفارسي في هذا الموضع من "الحجة"، وهو كون "مِنْ" ظرفًا، والمفعولين الثاني والثالث محذوفين، وسيعيد ابن هشام هذه المسألة في باب حروف الجر ص ٦٢٤.
(٣) الحاشية في: ١٠/ب.
(٤) المحرر الوجيز ٣/ ١٢٥.
(٥) يونس ٥٣.
(٦) البحر المحيط ٦/ ٧١.
(٧) الحاشية في: ١٠/ب.
(٨) الكتاب ١/ ٤١.
(٩) ينظر: شرح كتاب سيبويه للسيرافي ٢/ ٣٢٧، وشرح جمل الزجاجي ١/ ٣٠٤، وشرح التسهيل ٢/ ١٠٠، والتذييل والتكميل ٦/ ١٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>