للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فسَأَلوه، فلم يُجِبْ، فسُئِل أبو حَنِيفَةَ، فقال: أنثى؛ لقوله تعالى: {قَالَتْ نَمْلَةٌ} (١)؛ وإلا لقال: قال نملةٌ (٢).

قالوا: ولا حجَّةَ فيما ذكره أبو حَنِيفَةَ؛ لأن ما لا يُمكن التمييزُ فيه بين الذكر والأنثى، ولفظُه مؤنثٌ؛ تَجِب فيه التاءُ، كالنملة والقَمْلة، فهذا كالمؤنث بالتاء من الحيوان العاقلِ، كالمرأة، أو غير العاقل، كالدابَّة.

وقال الزَّمَخْشَريُّ (٣): النملةُ كالحمامة والشاة في وقوعها على الذكر والأنثى، تقول: حمامةٌ ذَكَرٌ، وحمامةٌ أنثى، و: هو، وهي.

قال أبو حَيَّانَ (٤): بين ... (٥) فيمكن التمييز (٦) بالصفة، فتقول: حمامةٌ ذَكَرٌ، وحمامةٌ أنثى، وأما التمييز بـ"هو" و"هي" فلا يجوز، لا تقول: هو الحمامة، ولا: هو الشاة (٧).

* قال أبو عَلِيٍّ في "التَّكْمِلة" (٨): قال أبو عَمْرٍو، عن يُونَسَ (٩): فإذا أرادوا المذكرَ قالوا: هذا شاةٌ ذَكَرٌ، وهذا حمامةٌ ذَكَرٌ، وهذا بطَّةٌ ذَكَرٌ (١٠).

* فأما قولُه تعالى: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ} (١١)، ثم قال: {مِنْهُ}؛ ففيه وجهان:


(١) النمل ١٨.
(٢) أورد القصة الزمخشري في الكشاف ٣/ ٣٥٦.
(٣) الكشاف ٣/ ٣٥٦.
(٤) البحر المحيط ٨/ ٢٢٠.
(٥) موضع النقط مقدار سطر انقطع في المخطوطة.
(٦) انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.
(٧) الحاشية في: ١٠/ب.
(٨) ٣٦٦.
(٩) ينظر: المخصص ٥/ ٦٨.
(١٠) الحاشية في: ظهر الورقة الملحقة بين ١٠/ب و ١١/أ.
(١١) النساء ٨، وتمامها: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا}.

<<  <  ج: ص:  >  >>