للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونظيرُه: لو قلت: أَستغفر اللهَ هذا؛ فلا خلافَ أن الموضع نصبٌ؛ لأنك لو قلت بَدَلَه: الذنبَ؛ كان منصوبًا، وإنما لَمَّا اطرد الحذفُ في "أَنَّ" و"أَنْ" كانت لهما خصوصيةٌ (١).

* [«وفي "أَنَّ" و"أَنْ" يطَّردُ»]: وكذا في المفعول له، وظهورُ النصب فيه دليلٌ على تقديره هنا، بخلاف الخفض، وثم (٢) هو مخالف للقواعد، أعني: حذفَ الجارِّ وإبقاءَ عملِه (٣).

* ومثلُ "أَنَّ" و"أَنْ" في اطراد الحذف عندي: "كَيْ" في لغة مَنْ قال: كَيْمَا، ومَنْ قال: كَيْ يفعلَ، بعد اللام (٤).

* قولُه: «مع أَمْنِ لَبْسٍ»: نظيرُ المسألة: جوازُ حذفِ المضمرِ في التنازع في قوله (٥):

يَرْنُو إِلَيَّ وَأَرْنُو مَنْ أُصَادِقُهُ ... فِي النَّائِبَاتِ فَأُرْضِيهِ وَيُرْضِينِي (٦)؛

لفَهْم المعنى، ولا يجوز في نحو:

مَالَ عَنِّي تِيهًا وَمِلْتُ إِلَيْهِ ... مُسْتَعِينًا به (٧) عَمْرٌو فَكَانَ مُعِينَا (٨)؛

ولا (٩) لم يُعلَمْ: مِلْتُ إليه، أو: عنه (١٠).


(١) الحاشية في: ١٢/ب.
(٢) كذا في المخطوطة، ولعل الصواب بلا واو.
(٣) الحاشية في: ١٢/ب.
(٤) الحاشية في: ١٢/ب.
(٥) لم أقف له على نسبة.
(٦) بيت من البسيط. يرنو: يديم النظر، كما في: القاموس المحيط (ر ن و) ٢/ ١٦٩٣. ينظر: شرح التسهيل ٢/ ١٧٣، والتذييل والتكميل ٧/ ٩٤.
(٧) كذا في المخطوطة، والصواب بحذفها، كما في مصادر البيت، وبه يستقيم الوزن.
(٨) بيت من الخفيف، لم أقف له على نسبة. تيِهًا: كِبْرًا وصَلَفًا، كما في: القاموس المحيط (ت ي هـ) ٢/ ١٦٣٤. ينظر: شرح التسهيل ٢/ ١٧٣، والتذييل والتكميل ٧/ ٩٧.
(٩) كذا في المخطوطة، ولعل الصواب الذي به يستقيم السياق: وإلا.
(١٠) الحاشية في: ١٢/ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>