للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي: تفعل، وتقول لِمَنْ تجهَّز للسفر: مكةَ واللهِ.

قال الشَّلَوْبِينُ (١): قال س (٢): ولا يجوز: زيدٌ عمرًا، تريدُ: ليَضربْ زيدٌ عمرًا، فتضمرَ فعلَ الغائب، يعني: في الأمر، وإلا فقد أضمره هو (٣) في: مكةَ واللهِ، بتقديره: يريد، وغيرِ ذلك.

ع: كأنَّ ذلك؛ لأنه إجحافٌ بحذف أشياءَ كثيرةٍ؛ لأن الأصل: يا زيدُ قُلْ لعَمْرٍ (٤) يضربْ زيدًا، ثم حُذفت "يا" والمنادى و"قُلْ"، واختُصر، فقيل: ليَضربْ، فلا يُختصر مرةً أخرى.

وبهذا يَبطُل توجيهُ بعضِ الناس لِمَنْ أجاز في:

فَنَدْلًا زُرَيْقُ (٥) ... ... ...

أن يكون "زُرَيقُ" منادًى ... (٦) لـ"يندل"؛ لأنه لا يحذف، فلا يقوم مصدر ... (٧) فيه، وذلك دليل واضح على أنه منادًى، ولا حاجةَ لتكلُّف غيرِه.

وقالوا: كاليوم رجلًا، و: سبحان الله رجلًا، و: تاللهِ رجلًا، كلُّها بتقدير: ما


(١) حواشي المفصل ١٠٩.
(٢) الكتاب ١/ ٢٥٤.
(٣) الكتاب ١/ ٢٥٧.
(٤) كذا في المخطوطة، وهو وجه في "عَمْرو" أجازه المبرد وغيره، بشرط ضبطه بالشكل؛ تمييزًا له عن "عُمَر". ينظر: كتاب الخط لابن السراج ١٢٥، وعمدة الكتاب ١٦٤.
(٥) بعض بيت من الطويل، لأعشى همدان، وقيل لغيره، وهو بتمامه:
على حينَ أَلْهى الناسَ جُلُّ أمورهم ... فنَدْلًا زُرَيقُ المالَ نَدْلَ الثعالب
النَّدْل: سرعة نقل الشيء من موضع إلى موضع، زُرَيق: قبيلة. ينظر: ديوان أعشى همدان ٩٠، والكتاب ١/ ١١٦، والكامل ١/ ٢٣٩، والأصول ١/ ١٦٧، وجمهرة اللغة ٢/ ٦٨٢، والحجة ١/ ١٤٦، وسر صناعة الإعراب ٢/ ٥٠٧، والإنصاف ١/ ٢٣٨، وشرح التسهيل ٣/ ١٢٥، والتذييل والتكميل ١١/ ١٠٨، والمقاصد النحوية ٣/ ١٠٤١.
(٦) موضع النقط مقدار كلمة أو كلمتين انقطعتا في المخطوطة.
(٧) موضع النقط مقدار ثلاث كلمات أو أربع انقطعت في المخطوطة.

<<  <  ج: ص:  >  >>