للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هَذَا لَعَمْرُكُمُ الصَّغَارُ بِعَيْنِهِ (١)

وهذا ليس بشيءٍ؛ لأن العين مشترك، يقع على الشخص وبمعنى الحقيقة، فيكون للشخص وغيره، وهو الواقع في التوكيد، نحو: عرفت زيدًا عينَه، والحقَّ عينَه، وهذا كوقوعه على ينبوع الماء، وعلى الدينار، وعلى السحاب والمطر (٢).

ومنه ما يدعونه مؤكِّدا ... لنفسه أو غيره فالمبتدا

نحوُ له علي ألفٌ عُرْفا ... والثانِ كابني أنت حقا صرفا

(خ ١)

* [«نحوُ: له عليَّ ألفٌ عُرْفا»]: لأن "له عليَّ ألفٌ" اعترافٌ، ومنه: {صُنْعَ اللَّهِ} (٣)؛ لأن ما تقدم دلَّ على أنه صُنْعُه، وقولُ الأَحْوَصِ (٤):

قَسَمًا (٥)

لأنه قد عُلم من قولِه: «لَأَمْيَلُ»، وكذا: {وَعْدَ اللَّهِ} (٦) بعد: {يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ} (٧)، و: {كِتَابَ اللَّهِ} (٨) بعد: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ} (٩)، وقد يجوز الرفع


(١) صدر بيت من الكامل، تقدَّم في باب "لا" التي لنفي الجنس.
(٢) الحاشية في: ٤٣/ب.
(٣) النمل ٨٨.
(٤) هو عبدالله بن محمد بن عاصم الأنصاري، من شعراء الطبقة السادسة الإسلاميين، شاعر مجيد في الغزل. ينظر: طبقات فحول الشعراء ٢/ ٦٥٠، ٦٥٥، والمؤتلف والمختلف للآمدي ٥٧.
(٥) بعض بيت من الكامل، وهو بتمامه:
إنِّي لأَمْنَحُك الصُّدودَ وإنَّني ... قسمًا إليك مع الصُّدود لأَمْيَلُ
ينظر: الديوان ٢٠٩، والكتاب ١/ ٣٨٠، ومجاز القرآن ٢/ ١٢١، ١٦٢، والزاهر ١/ ٣٠، والمقتضب ٣/ ٢٣٣، والأصول ٢/ ٢٦٠، واللآلي في شرح أمالي القالي ١/ ٢٥٩، والتذييل والتكميل ٧/ ٢١٢، وخزانة الأدب ٢/ ٤٨.
(٦) الروم ٦.
(٧) الروم ٤، ٥.
(٨) النساء ٢٤.
(٩) النساء ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>