للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السَّرِيِّ (١) بالنصب، وقال: أراد: إلا وأنت شاحِبٌ، قال -يعني: ابنَ السَّرِيِّ-: هكذا يقول أهلُ العربية، والصوابُ رفعُ "شاحب"؛ لأن حكم إعرابِ ما بعد "إلَّا" إذا كانت "إلَّا" في غير موضعها على حكمه إذا كانت في موضعها.

ع: يظهر لي أنه قد يجوز النصبُ على التوهُّم؛ لأن "إلَّا" في التقدير داخلةٌ على الحال، فموضعُ الجملةِ يكون بعدها نصبًا، فلما توسَّطتْ بين جزئَيْ الجملة تَوَهَّم أنها في موضعها في أوَّل الحال، فجاءت الحالُ مفردًا، فنَصَبَها (٢).

وانصب لتأخير وجئ بواحد ... منها كما لو كان دون زائد

كلم يفو (٣) إلا امر (٤) إلا علي ... وحكمها في القصد حكم الأول

واستثن مجرورا بغير معربا ... بما لمستثنى بإلا نسبا

(خ ١)

* أنشد في "الكَامِل" (٥):

وَإِنِّي لَعَبْدُ الضَّيْفِ مَا دَامَ نَازِلًا ... وَمَا مِنْ خِلَالِي غَيْرَهَا شِيْمَةُ العَبْدِ (٦)

وقال: "غيرها" استثناءٌ مقدَّم، يعني: فلهذا نُصِب، كما تقول: ما قام إلا زيدًا القومُ (٧).

* فإن قلت: كيف أجاز س (٨) في:


(١) لم أقف على روايته.
(٢) الحاشية في: ١٤/ب.
(٣) كذا في المخطوطة، والوجه: يفوا.
(٤) كذا في المخطوطة، والوجه: امرؤ.
(٥) ٢/ ٧٠٩.
(٦) بيت من الطويل، لقيس بن عاصم المنقري، وقيل لغيره. ينظر: عيون الأخبار ١/ ٣٧٧، ٣/ ٢٦٣، وقواعد الشعر ٤٤، وأمالي القالي ١/ ٢٨١، والأغاني ١٤/ ٣٠٢، وشرح الحماسة للمرزوقي ٣/ ١١٨٠، والتذييل والتكميل ٨/ ٢٢٠.
(٧) الحاشية في: ١٥/أ.
(٨) لعله المراد بهذا الرمز هنا: السيرافي لا سيبويه؛ فإنه لم يجوِّز فيه الرفع، ولعل ابن هشام نقله من حواشي الشلوبين على المفصل ٢٤٤. ينظر: شرح كتاب سيبويه ٨/ ٢٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>