للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

* [«كـ: طِبْ نَفْسًا تُفَدْ»]: {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا} (١) (٢).

وعامِلَ التمييزِ قَدِّم مُطْلَقا ... والفعلُ ذُو التَصريف نزرا سُبِقا

(خ ١)

* لِيُكْشَفْ من آخر هذه الأرجوزةِ الكلامُ على هذا البيت (٣) (٤).

* اعلمْ أن قومًا استقرَّ عندهم جوازُ تقدُّم الحال، فأجازوا على ذلك تقدُّمَ التمييز؛ قياسًا عليها، بجامعِ ما بينَهما من التفسير للمبهَم، والفَضْليةِ، والنصبِ، والتنكيرِ، وهو محكيٌّ عن الكِسَائيِّ (٥)، والمبرِّدِ (٦)، والكوفيين (٧)، وقومًا استقرَّ عندهم عدمُ جواز تقدُّمِ التمييز، فمنعوا من تقدُّم الحال، بالجامع المذكور، وهذا محكيٌّ عن الجَرْميِّ (٨)، وكلا القولين فاسدٌ، وقومًا حقَّقوا طرفَيْ السماع والقياس، فأجازوا تقدُّمَ الحال دون تقدُّمِ التمييز، وهذا هو الحق.

فأما فساد قياسِ التمييز على الحال في التقدُّم جوازًا فنقول: التمييزُ إما تمييز للمفرد، وهو محل وفاقٍ بيننا وبينكم في أنه لا يتقدَّم، أو لمضمون جملةٍ، وهو محل النزاع،


(١) النساء ٤.
(٢) الحاشية في: ١٦/أ.
(٣) يريد: الحاشية التالية، وقد كتبها في آخر المخطوطة؛ لَمَّا لم يمكنه كتابتها هنا؛ لضيق المكان.
(٤) الحاشية في: ١٦/ب.
(٥) ينظر: شرح التسهيل ٢/ ٣٨٩، وشرح الألفية لابن الناظم ٢٥٣، وشرح الكافية للرضي ٢/ ٧١، وارتشاف الضرب ٤/ ١٦٣٤.
(٦) المقتضب ٣/ ٣٦، وينظر: الانتصار ٨٦، والأصول ١/ ٢٢٣، وإعراب القرآن للنحاس ٢/ ٢٩١، والإنصاف ٢/ ٦٨٢.
(٧) ينظر: الإنصاف ٢/ ٦٨٢، والتبيين ٣٩٤.
(٨) ينظر: التذييل والتكميل ٩/ ٨٤، وارتشاف الضرب ٣/ ١٥٨١. والجَرْمي هو صالح بن إسحاق، أبو عمر، أحد أئمة الطبقة السادسة البصرية، أخذ عن الأخفش ويونس بن حبيب، وأخذ عنه المبرد، له: المختصر، والفرخ، وغيرهما، توفي سنة ٢٢٥. ينظر: نزهة الألباء ١١٤، ومعجم الأدباء ٤/ ١٤٤٢، وإنباه الرواة ٢/ ٨٠، وبغية الوعاة ٢/ ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>