للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهو محل اتفاقٍ عند الناظم (١).

وإن رفعت: «كُلًّا»، ونصبت: «اسم مفعولٍ» فجائزٌ أيضًا؛ لأن لـ: «يُعْطَى» مفعولان: أحدهما مرفوعٌ قائمٌ مَقامَ الفاعل، والثاني منصوبٌ، فإن أقمت الأولَ -وهو: «اسم مفعولٍ» - فالمفعولُ الثاني محذوفٌ، والأصلُ: يُعْطَاه اسمُ المفعولِ، وإن أقمت الثانيَ قدَّرته ضميرًا مرفوعًا مستترًا في: «يُعْطَى» عائدًا على: «كُلّ»، والتقديرُ: والشيءُ الذي تقرَّر في الباب السابقِ لاسم الفاعل يُعْطَى ذلك الشيءُ لاسم المفعولِ بلا تَفَاضُلٍ بينهما، وهذا الوجه أحسنُ؛ لسلامته من الحذف، والأولُ أحسنُ؛ لإقامة المفعول الأولِ دون الثاني.

وإن نصبت: «كُلًّا» فهو المفعول الثاني، و: «اسم مفعولٍ» واجبُ الرفع، وهو المفعول الأول (٢).

و هو كفِعْلٍ صيغ للْمفعولِ في ... معناه كالمُعْطَى كفافًا يَكْتَفي

(خ ١)

* قولُه: «في معناه»: وفي عمله أيضًا، وكأنه رَأَى أن ذلك يلزمُ عن قوله: «في معناه»، وفيه نظرٌ.

والجوابُ: أن عَمَلَه عملَ فعلِه مستفاد من قوله: «وكُلُّما (٣) قُرِّرَ» البيتَ، والذي قُرِّر لاسم الفاعل أنه يعمل عملَ فعلِه بالشروط المذكورةِ، وفي هذا نَبَّهَ على الفعل الذي هو بمعناه حتى يعمل عملَه، فغَرَضُه هنا بيانُ المعنى فقط (٤).

وقد يُضَافُ ذا إِلَى اسمٍ مُرتَفِعْ ... مَعْنًى كمحمودُ المقاصِدِ الوَرِعْ

(خ ٢)


(١) شرح التسهيل ١/ ٣١٢.
(٢) الحاشية في: ٧٥، ونقلها ياسين في حاشية الألفية ١/ ٤٣٩.
(٣) كذا في المخطوطة، وتقدم قريبًا أن الوجه فَصْل "كل" عن "ما".
(٤) الحاشية في: ١٩/ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>