للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

* تمثيلُه بـ: «محمودُ المقاصدِ الوَرِع» ظاهرٌ، ومثَّل ابنُه (١) بقوله: زيدٌ مضروبٌ عبدُه، وقدَّره بأنَّ الإسناد حُوِّل عن العبد إلى ضمير الموصوف (٢).

وعندي أنه ينبغي التوقُّفُ في هذا؛ فإن ذلك يَؤُول إلى الإخبار عن زيدٍ بأنه مضروبٌ، وذلك خلافُ الواقع، أما مَنْ حُمِدَت مقاصدُه فلا يمتنعُ أن يقال فيه: محمودُ المقاصدِ، وكذا مَنْ حَسُنَ وجهُه لا يمتنع أن يقال فيه: إنه حَسَنٌ، ووجهُ رفعِ "المقاصد": أنه وجهُ الكلام وحقيقتُه، ووجهُ نصبِه: قصدُ المبالغة بتعميم المدح، ووجهُ الخفض بعد ذلك: تخفيفُ اللفظ.

والذي دلَّ على أن الإضافة فرعُ النصب لا فرعُ الرفع أمران:

أحدهما: أنه لا يجوز إضافةُ شيءٍ إلى نفسه.

والثاني: تذكيرُ الوصف، ولو كان "المقاصد" في موضع رفعٍ، والفعلُ خاليًا من الضمير؛ لبَقِي الوصفُ على تأنيثه (٣).


(١) شرح الألفية ٣٠٨.
(٢) فيقال: زيدٌ مضروبُ العبدِ.
(٣) الحاشية في: ٧٥، ونقلها ياسين في حاشية الألفية ١/ ٤٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>