للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا مقتضى كلامِ ابنِه (١)، وأما كلامُ الشيخِ (٢) نفسِه فإن للأول مثالين: أحدهما ما ذُكر، وعلَّتُه: الإلباسُ، وقولُك: قائم الأب؛ لأنه لا يؤدي معنى "فَعِيلٍ"، بخلاف نحو: مُنْبَسِط اللسان، وقولُ ابنِه أَوْفَقُ للقياس ولكلام الشيخِ في النظم.

الثاني: أنها تسمَّى مشبَّهةً ولو لم تَجُرَّ، وذلك من (٣) أن تَنْصِبَ أو تَرفعَ.

وفي ذلك في الرفع نظرٌ، والصوابُ خلافُه؛ لأن رفع الفاعل مستندُه الاشتقاقُ من المصدر (٤).

* وقولُه أوَّلًا: «جَرُّ فاعِلِ»: صوابُه: جَرُّ مرفوعٍ (٥).

* [«المُشْبِهةُ اسمَ الفاعِلِ»]: في "التَّسْهِيل" (٦): وإن قُصد ثبوتُ معنى اسم الفاعل عُومِلَ معاملةَ الصفة المشبَّهة ولو كان من متعدٍّ إن أُمن اللبسُ، وفاقًا للفَارِسيِّ (٧)، والأصحُّ أن يُجعل اسمُ مفعولِ المتعدي إلى واحدٍ من هذا الباب مطلقًا، وقد يُفعل ذلك بجامدٍ؛ لتأوُّله بالمشتقِّ. انتهى بنصِّه.

ع: فهذه ثلاثُ مسائلَ: أولاها: عَكْسُ المسألة التي كتبتُ عليها في وسط هذه الصفحة (٨)، ومثالُها: قولُ ابنِ (٩) رَوَاحَةَ (١٠):


(١) شرح الألفية ٣١٧، ٣١٨.
(٢) شرح الكافية الشافية ٢/ ١٠٥٥، ١٠٥٦.
(٣) كذا في المخطوطة، ولعل الصواب بحذفها.
(٤) الحاشية في: ٨٥.
(٥) الحاشية في: ٨٥.
(٦) ١٤١.
(٧) ينظر: شرح التسهيل ٣/ ١٠٤، والتذييل والتكميل ١١/ ٤٩، وارتشاف الضرب ٥/ ٢٣٥٩.
(٨) وهي أنَّ اسم الفاعل من الفعل الثلاثي مطلقًا إذا قُصد به التجدُّد والحدوث جاز بناؤه على "فاعِل"، وكلامه عليها في الحاشيتين التاليتين.
(٩) هو عبدالله بن رَوَاحة الخَزْرجي الأنصاري، شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، شهد بدرًا وما بعدها، وكان جليل القدر في الجاهلية والإسلام، استشهد بمؤتة سنة ٨. ينظر: طبقات فحول الشعراء ١/ ٢٢٣، والإصابة ٤/ ٧٢.
(١٠) لم أقف عليه في ديوانه.

<<  <  ج: ص:  >  >>