للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقولُه:

لَقَدْ أَلَّفَ الحَدَّادُ بَيْنَ عِصَابَةٍ ... تَسَاءَلُ فِي الأَسْجَانِ: مَاذَا ذُنُوبُهَا؟

الحدَّادُ: السَّجَّانُ (١)، والأَسْجانُ: جمعُ سِجْنٍ، كـ: حِمْلٍ وأَحْمالٍ، وبعده:

بِمَنْزِلَةٍ أَمَّا اللَئِيمُ فَسَامِنٌ ... بِهَا وَكِرَامُ النَّاسِ بَادٍ شُحُوبُهَا

هذا البيتُ للسمهر (٢) العُكْليِّ أحدِ اللصوصِ، أُحِدَّ وحُبِسَ، فقال:

إِذَا حَرَسِيٌّ قَعْقَعَ البَابَ أُرْعِدَتْ ... فَرَائِصُ أَقْوَامٍ وَطَارَتْ قُلُوبُهَا

بِمَنْزِلَةٍ ... ... ...

البيتَ،

فَإِنْ تَكُ عُكْلٌ سَرَّهَا مَا أَصَابَنِي ... فَقُدْ كُنْتُ مَصْبُوبًا عَلَى مَا يُرِيبُهَا (٣)

وقُرئ: {إِنَّكَ مَائِتٌ وَإِنَّهُمْ مَّائِتُونَ} (٤)، وأما قراءة الجمهور (٥) فمعناها: إنَّك وإيَّاهم -وإن كنتم أحياءً- فأنتم في عِدَاد الموتى، وقولُه (٦):

وَلَا يَمْلِكُ الإِنْسَانُ شَيْئًا لِنَفْسِهِ ... وَلَا لِأَخِيهِ مِنْ حَدِيثٍ وَقَادِمِ (٧)


(١) ينظر: جمهرة اللغة ١/ ٩٥، والصحاح (ح د د) ٢/ ٤٦٢.
(٢) كذا في المخطوطة، وبَّيض الناسخ بعدها مقدار كلمة، والصواب: للسَّمْهَري. وهو ابن بشر بن أُقَيش بن مالك بن الحارث، أبو الديل، من الشعراء اللصوص في زمن الدولة الأموية. ينظر: الأغاني ٢١/ ١٥٣.
(٣) أبيات من الطويل، تقدَّم الثاني منها قريبًا. حَرَسيّ: واحد الحُرَّاس، كما في: القاموس المحيط (ح ر س) ١/ ٧٣٩. ينظر: أشعار اللصوص وأخبارهم ٤٨، والوحشيات ٢٢٢، وحماسة الخالديين ٢/ ١٣٢، والزاهر ١/ ٢٨٩، والأغاني ٢١/ ١٥٧، والتمام ١٨١، وربيع الأبرار ٣/ ٣٨٤، والتذييل والتكميل ١١/ ٤٩.
(٤) الزمر ٣٠، وهي قراءة ابن الزبير وابن محيصن والحسن وعيسى بن عمر وابن أبي إسحاق. ينظر: مختصر ابن خالويه ١٣١، وشواذ القراءات للكرماني ٤١٤، وإتحاف فضلاء البشر ٤٨١.
(٥) وهي: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}.
(٦) لم أقف له على نسبة.
(٧) بيت من الطويل. ينظر: شرح عمدة الحافظ ٢/ ١٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>