للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دُرَيْوِدٌ في "كتابه" (١).

وينبغي عندي أن يكون الحال إلى جانب "ذا" متصلةً به، والمخصوصُ بعدُ؛ لوجهين:

أحدهما: أن تأخيره يُلبِس بأنه حالٌ من المخصوص، وهما معنيَّان.

والآخر: ما فيه من الفَصْل.

وإذا كان تمييزًا؛ فإن كان المميَّز "ذا" فالأحسن أن يتصل به؛ لئلا يكون فصلًا بين التفسير والمفسَّر بأجنبيٍّ، فأما:

فَنِعْمَ الزَّادُ زَادُ أَبِيكَ زَادَا (٢)

فقليلٌ فيما يقتضيه القياس عندي.

ابنُ خَرُوفٍ (٣): تقديمُ التمييز على [المخصوص] (٤) أحسنُ، وسوَّى بين التقديم والتأخير في الحال.

وقال الجَرْميُّ (٥): إذا كان المنصوب تمييزًا قَبُح تقديمُه قبل "زيد"، فإن كا (٦) حالًا؛ فإن شئت قدَّمت، وإن شئت أخَّرت، وهذا منه بناءٌ على أن "زيد" فاعل، وهو مذهبه


(١) ينظر: ارتشاف الضرب ٤/ ٢٠٤٨.
(٢) عجز بيت من الوافر، لجرير، وصدره:
تَزَوَّدْ مثلَ زادِ أبيك فينا ... ...
ينظر: الديوان بشرح ابن حبيب ١/ ١١٨، والمقتضب ٢/ ١٥٠، والبصريات ٢/ ٨٤٦، والخصائص ١/ ٨٤، وشرح جمل الزجاجي ١/ ٦٠٦، وشرح التسهيل ٣/ ١٥، والمقاصد النحوية ٤/ ١٥٢٧، وخزانة الأدب ٩/ ٣٩٤.
(٣) شرح الجمل ٢/ ٦٠١.
(٤) ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، والسياق يقتضيه، وعند ابن خروف: المقصود بالمدح.
(٥) ينظر: البصريات ٢/ ٨٤٥، وارتشاف الضرب ٤/ ٢٠٦٢.
(٦) كذا في المخطوطة، والصواب: كان.

<<  <  ج: ص:  >  >>