للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- أعني: الجَرْميَّ (١) وقال: التمييزُ إنما يكون بعد الفاعل، وهذا يقتضي أنه لا يقال: امتلأ ماءً الكوزُ.

وقال الفارِسيُّ في "التَّذْكِرة" (٢): تقديمُ التمييز إلى جانب "ذا" هو ان حسن (٣)؛ بناءً على ما يَذهب إليه من أن "ذا" فاعل، فهو مثل: نِعْمَ رجلًا زيدٌ.

ثم قال: وعلى ما يذهب إليه النحويون من أن "حبَّذا" بمنزلة اسمٍ مبتدأٍ فيه معنى فعلٍ، فيكون الفصل بين "حبَّذا" والمخصوصِ بالتمييز كالفصل بين الفعل وفاعله بالمفعول، فلا قُبْحَ في: حبَّذا رجلًا زيدٌ، على مذهب.

وقولُ أبي عُمَرَ (٤): إنه قبيح مُشكلٌ.

وقد حُكي أن الكوفيين لا يجيزون: حبَّذا رجلًا زيدٌ، ولا وجهَ لقولهم عند (٥).

قلت: نقل ابن الحاجِّ عن "التَّذْكرة الفارِسية" (٦).

وَأَوْلِ ذا المخْصُوصَ أَيًّا كان لا ... تَعْدِلْ بِذا فهو يُضَاهِيْ المَثَلا

(خ ٢)

* قولُه: «فهو يُضَاهي المَثَلا»: قال ابنُ الحاجِّ (٧): كما أنك (٨): «أَظِرِّي (٩)


(١) ينظر: البصريات ٢/ ٨٤٥، وارتشاف الضرب ٤/ ٢٠٦٢.
(٢) لم أقف عليه في مختار التذكرة عند حديثه عن "حبَّذا" في: ٢٩١، ٤٢٨، وينظر: البغداديات ٢٠١، والبصريات ٢/ ٨٤٤ - ٨٤٨.
(٣) كذا في المخطوطة، والصواب: الأحسن.
(٤) هو الجرمي.
(٥) كذا في المخطوطة، والصواب ما في البصريات: عندي.
(٦) الحاشية في: ٩٣، ونقل ياسين في حاشية الألفية ١/ ٤٩٩ أولها إلى قوله: «مقصودان»، ولم يعزها لابن هشام.
(٧) لم أقف على كلامه.
(٨) كذا في المخطوطة، ولعل الصواب: أنَّ.
(٩) كذا في المخطوطة، وهي رواية، وأصلها من الظرر، وهو الغليظ من الأرض. ينظر: جمهرة الأمثال ١/ ٥٠، وفصل المقال ١/ ١٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>