للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقولِه (١):

لَا تَبْخَلَنَّ بِدُنْيَا وَهْيَ مُقْبِلَةٌ (٢)

وَإِنْ دَعَوْتِ إِلَى جُلَّى وَمَكْرُمَةٍ (٣)

وقيل: "مِنْ" زائدةٌ على قول الأَخْفَش (٤).

وكأنَّ (٥) هذا القائلَ تَوَهَّم أن "مِنْ" إذا كانت زائدةً كان الجرُّ بالإضافة، وهذا فاسدٌ (٦).

* [«وإِنْ لمَنْكُورٍ»]: ولا بدَّ من مطابقة تلك النكرةِ لِمَا "أَفْعَلُ" التفضيل له، ما لم يكن مشتقًّا، فيجوز إفرادُه مع جَمْعيَّة ما قبلَ المضاف، نحو: {وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ} (٧)، وقد تضمر (٨) الوجهين قوله (٩):


(١) هو خلف بن خليفة الأَقْطَع، وقيل: ابن هُبَيرة، وقيل غير ذلك.
(٢) صدر بيت من البسيط، وعجزه:
... فليس ينقصها التبذيرُ والسَّرَفُ
ينظر: الشعر والشعراء ٢/ ٧٠٥، وعيون الأخبار ٣/ ٤٤، والفاضل ٣٤، والعقد الفريد ١/ ١٩١.
(٣) صدر بيت من البسيط، للمرقِّش الأكبر، وقيل: لبَشَامة بن حَزْن النَّهْشلي، وعجزه:
... يومًا سَرَاةَ خيارِ الناسِ فادْعِينا

جُلَّى: شأن عظيم. ينظر: المفضليات ٤٣١، وشرح الحماسة للمرزوقي ١/ ١٠١، وشرح التسهيل ٣/ ٦٤، والمقاصد النحوية ٣/ ١٢٩٦، وخزانة الأدب ٨/ ٣٠١.
(٤) معاني القرآن ١/ ١٠٥، ٢٧٦، ٢٩٨.
(٥) لم أقف على هذا الاستدراك في مطبوعة الفَلَك الدائر، فلعله لابن هشام.
(٦) الحاشية في: ٩٤، ونقلها ياسين في حاشية الألفية ١/ ٥١٠، من أول جواب ابن أبي الحديد، ولم يعزها لابن هشام.
(٧) البقرة ٤١.
(٨) كذا في المخطوطة، ولعل الصواب: تضمَّنَ.
(٩) هو رجل جاهلي لم أقف على تسميته.

<<  <  ج: ص:  >  >>