للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَإِذَا هُمُ طَعِمُوا فَأَلْأَمُ طَاعِمٍ ... وَإِذَا هُمُ جَاعُوا فَشَرُّ جِيَاعِ (١)

قال قُ رْ طُ بِ يُّ (٢): الضميرُ في "به" قيل: له عليه السلام، وقيل: للقرآن، وهو "ما أَنْزَلْتُ"، وقيل: التوراة، وهو "لِمَا معكم"، والتقدير: أوَّل فريقٍ كافرٍ.

وقال الأَخْفَشُ (٣) والفَرَّاءُ (٤): محمولٌ على معنى الفعل، أي: أوَّل مَنْ كَفَرَ، وحكى س (٥): هو أَظْرَفُ الفتيان وأَجْمَلُه؛ لأن المعنى: هو أَظْرَفُ فتًى وأَجْمَلُه.

فإن قلت: قد كَفَرَ به قومٌ من قريشٍ قبل هؤلاء.

قيل: المعنى: أوَّل مَنْ كَفَرَ به من أهل الكتاب.

ع: قد يُرجَّح بهذا أن الضمير لِـ"ما معكم" (٦).

* زعم المُبَرِّدُ (٧) أن النكرة المضافَ إليها "أَفْعَلُ" يجوز إفرادُها مطلقًا، وخالفه النحويون، هذا إن كانت جامدةً، فإن كانت مشتقةً فالجمهورُ أيضًا يوجبون المطابقةَ، وأجاز بعضُهم تركَها، وقد اجتَمعا في قوله (٨):

وَإِذَا هُمُ طَعِمُوا فَأَلْأَمُ طَاعِمٍ ... وَإِذَا هُمُ جَاعُوا فَشَرُّ جِيَاعِ (٩)


(١) بيت من الكامل. ينظر: معاني القرآن للفراء ١/ ٣٣، ٢٦٨، والنوادر لأبي زيد ٤٣٤، والاشتقاق ٤١٧، وشرح التسهيل ٣/ ٦٢، والتذييل والتكميل ١٠/ ٢٧٩.
(٢) كذا في المخطوطة، ولم أتبين سبب تقطيعها. ينظر: الجامع لأحكام القرآن ١/ ٣٤٣، ٣٤٤. والقرطبي هو محمد بن أحمد بن أبي فرح الأنصاري، أبو عبدالله، أحد أئمة التفسير والفقه، له: الجامع لأحكام القرآن، والتذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة، وغيرهما، توفي سنة ٦٧١. ينظر: طبقات المفسرين للسيوطي ٩٢.
(٣) ينظر: معاني القرآن وإعرابه ١/ ١٢٣، وإعراب القرآن للنحاس ١/ ٤٩.
(٤) معاني القرآن ١/ ٣٢.
(٥) الكتاب ١/ ٨٠.
(٦) الحاشية في: ٩٥.
(٧) لم أقف على كلامه. وقال به محمد بن مسعود الغَزْني. ينظر: ارتشاف الضرب ٥/ ٢٣٢٢.
(٨) هو رجل جاهلي لم أقف على تسميته.
(٩) بيت من الكامل، تقدَّم قريبًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>