للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لَعَمْرِي لَئِنْ أَضْحَتْ عَلَيَّ عمامة (١) ... لَقَدْ رُزِئَ الأنصارَ (٢) قَوْمٌ أَكَارِمُ (٣) (٤)

* أبو (٥) البَرَكاتِ بنُ الأَنْباريِّ في كتاب "البُلْغة في معرفة أَساليب اللُّغة" (٦): قد يذكرون الشيءَ بأَحَدِ وصفَيْه دون الآخرِ، ولا يكون له دليلُ خطابٍ، بل يكون الحكمُ عند ذكره وعدمِ ذكرِه سواءً، كقوله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ} (٧)، والكفرُ لا يجوز في حالٍ من الأحوال، وكقول الشاعر (٨):

مِنْ أُنَاسٍ لَيْسَ مِنْ أَخْلَاقِهِمْ ... عَاجِلُ الفُحْشِ وَلَا سُوءُ الجَزَعْ (٩)

ولو كان له مفهومُ خطابٍ بذكر الوصف لجاز أن يَسْتَجيزَ: آجِل الفُحْش؛ لذكره "عاجل الفُحْش".

وكان أبو عبيدة (١٠) وجماعةٌ من الفُقهاء يذهبون إلى أن لذكر الوصف دليلَ


(١) كذا في المخطوطة، والصواب ما في شرح العمدة: عَمَايةٌ، أو ما في المحبر: عَمَاءَة.
(٢) كذا في المخطوطة مضبوطًا، والصواب ما في شرح العمدة والمحبر: الأبصارَ.
(٣) بيت من الطويل. عَمَاية وعَمَاءَة: غِوَاية، ورُزئ: أُصيب، كما في: القاموس المحيط (ع م ي) ٢/ ١٧٢٤، (ر ز ء) ١/ ١٠٥. ينظر: المحبَّر ٢٩٧.
(٤) الحاشية في: ٩٥، ونقل ياسين في حاشية الألفية ١/ ٥٠٩ من أولها إلى بيت أبي نواس، ولم يعزها لابن هشام.
(٥) هو عبدالرحمن بن محمد بن أبي سعيد، أحد أئمة النحو واللغة، أخذ عن ابن الشجري والجواليقي، وأكثر التصنيف، له: نزهة الألِبَّاء في طبقات الأدباء، والإنصاف في مسائل الخلاف، وأسرار العربية، وغيرها، توفي سنة ٥٧٧. ينظر: إنباه الرواة ٢/ ١٦٩، وبغية الوعاة ٢/ ٨٦.
(٦) لم أقف على ما يفيد بوجوده.
(٧) البقرة ٤١.
(٨) هو سُوَيد بن أبي كاهل اليشكري.
(٩) بيت من الرمل، تقدَّم قريبًا.
(١٠) كذا في المخطوطة، وهو مَعْمَر بن المثنى، ولعل الصواب: أبو عبيدٍ، وهو القاسم بن سلَّام؛ لأنه الذي يُذكر غالبًا مع الفقهاء، وله مصنفات فقهية، مثل كتابَيْ الطُّهُور والأموال، وقولُه بدليل الخطاب نقله عنه جماعة من أهل الأصول، وهو في غريب الحديث له ١/ ١٦٢، ٣٨٩. ينظر: العدة ٢/ ٤٦٤، والمستصفى ٢٦٦، والإحكام في أصول الأحكام ٣/ ٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>