للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لَأُخْتُ بَنِي ذُهْلٍ غَدَاةَ لَقِيتُهَا ... فُكَيْهةُ فِينَا مِنْكَ فِي الخَيْرِ [أرْغَبُ] (١) (٢)

وقال الآخر (٣):

وَقَالَتْ لَنَا: أَهْلًا

البيتَ (٤)، وهذا لقلَّته يجعلونه شاذًّا، ولو أجازه مُجيزٌ في حرف الجر، ومَنَعه من الظرف؛ كان مناسبًا لقول الكوفيِّ هِشَامٍ (٥): فيك لَأَرْغَبنَّ، وامتناعِهم من قولهم: خَلْفَك لَأَقومنَّ. انتهى.

وفي "الحَلَبِيَّات" (٦) في قولهم: هذا بُسْرًا أطيبُ منه رُطَبًا: لا يخلو العامل في "بُسْرًا" من أن يكون "هذا" أو "أطيبُ" أو مضمرًا -وهو "إِذْ كان"، أو "إذا كان"-:

لا جائزٌ أن يكون "أطيب" وقد تقدَّم عليه؛ لأن "أَفْعَلَ" هذا لا يَقْوى قوَّةَ الفعل، فيعملَ فيما قبله؛ ألا ترى أنك لا تجيز: ممَّن أنت أفضلُ؟ ولا: ممَّن أفضلُ أنت؟ فتقدِّمَ الجارَّ عليه؛ لضَعْفه أن يعمل فيما تقدَّمه؟ وإذا لم يعملْ فيما كان متعلقًا بحرف جرٍ إذا تقدَّم -مع أَنَّ ما يكون متعلقًا بحرف الجر قد يعمل فيه ما لا يعمل في غيره، نحو: هذا مارٌّ بزيدٍ أمسِ، و: هذا معطي (٧) زيدًا أمسِ درهمًا- فأَنْ لا يعمل فيما لا يتعلق بحرف الجر ممَّا يشابه المفعولَ به أَوْلى، فأما قول الفَرَزْدَق:


(١) ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، وهو في مصادر البيت، وبه يستقيم الوزن.
(٢) بيت من الطويل. ينظر: الديوان بشرح الصاوي ١/ ٣٢، وشرح النقائض ٣/ ٧٦٥، والتذييل والتكميل ٩/ ١١١، والمقاصد النحوية ٤/ ١٥٣٩.
(٣) هو الفرزدق.
(٤) بعض بيت من الطويل. وهو بتمامه:
وقالت لنا: أهلًا وسهلًا وزوَّدتْ ... جَنَى النحلِ أو ما زوَّدتْ منه أطيبُ

روي: «هو أطيبُ»، ولا شاهد فيه. ينظر: الديوان بشرح الصاوي ١/ ٣٢، وشرح النقائض ٣/ ٧٦٥، وشرح التسهيل ٣/ ٥٤، والتذييل والتكميل ١٠/ ٢٥٥، والمقاصد النحوية ٤/ ١٥٣٩.
(٥) ينظر: شرح كتاب سيبويه للسيرافي ٥/ ١٦٧، وارتشاف الضرب ٤/ ١٧٨٨.
(٦) ١٧٦ - ١٧٨.
(٧) كذا في المخطوطة، والوجه: مُعْطٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>