للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال ابنُ الشَّجَريِّ: ثم قال الكِسَائيُّ (١): لا يكون المحذوف إلا الهاءَ، وذلك أنهم حذفوا الجارَّ أوَّلًا، ثم الهاءَ ثانيًا، فيكونُ جُعِلَ الظرفُ أوَّلًا مفعولًا على السَّعَة، مثلُ:

وَيَوْمًا شَهِدْنَاهُ سُلَيْمًا وَعَامِرًا (٢)

ومثلُه: {ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ} (٣)، أي: يبشِّر به اللهُ، ثم: يبشِّره اللهُ، ثم: يبشِّر اللهُ (٤).

وامنع هنا إيقاعَ ذات الطلب ... وإن أتت فالقولَ أضمر تصب

(خ ٢)

* [«هُنا»]: مفهوم الظرف أن الجملة الطلبية تقع خبرًا للمبتدأ من غير احتياجٍ إلى تأويل (٥).

* مِنْ إضمار القول: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا} (٦)، أي: قالوا: ما نعبدهم إلا


(١) ينظر: معاني القرآن وإعرابه ١/ ١٢٨، وإعراب القرآن للنحاس ١/ ٥١، وشرح كتاب سيبويه للسيرافي ٥/ ١٦٩، وتهذيب اللغة ١١/ ٩٩.
(٢) صدر بيت من الطويل، لرجلٍ من بني عامر، وهو بتمامه:
ويومًا شَهِدْناه سُلَيمًا وعامرًا ... قليلًا سِوَى الطَّعْنِ النِّهَالِ نَوَافِلُهْ
شهدناه: شهدنا فيه. ينظر: الكتاب ١/ ١٧٨، والمقتضب ٣/ ١٠٥، ٤/ ٣٣١، والحجة ١/ ٣٥، وشرح التسهيل ٢/ ٢٤٥، والتذييل والتكميل ٦/ ٢٦١، ومغني اللبيب ٦٥٤.
(٣) الشورى ٢٣.
(٤) الحاشية في: ١٠٠.
(٥) الحاشية في: ١٠١.
(٦) الزمر ٣، وتمامها: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}.

<<  <  ج: ص:  >  >>