للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال س: قال الخَلِيلُ: وإن شئت رفعت "المسكين" و"البائس" (١) من وجهين:

أحدهما: أن يكون على تقدير السؤال، كأنه قيل: من هو؟

والثاني: أن يكون على تقدير: المسكينُ مررت به، ودلَّ عليه قوله: مررت به.

فالحاصلُ: أن في "المسكين" ثلاثةَ أوجهٍ.

فإن قلت: مررت بي المسكين؛ فلا يجوز فيه الجرُّ؛ لأن البدل هنا لا يجوز، نصَّ عليه س (٢) (٣).

(خ ٢)

* المَعَرِّيُّ:

فَدُونَكُمُ خَفْضَ الحَيَاةِ فَإِنَّنَا ... نَصَبْنَا المَطَايَا بِالفَلَاةِ عَلَى القَطْع

فَلَيْتَ قِلَاصًا مِلْعِرَاقِ خَلَعْنَنِي ... جُعِلْنَ -وَلْم يَفْعَلْنَ ذَاكَ- مِنَ الخَلْعِ (٤)

أي: ليت قلاصًا خَلَعْنني من العراق جُعِلْن من الخَلْع، أي: من اللحم الذي يتَّخذُه المسافرون في مَزَاوِدهم (٥)، ولم يفعلن ما فعلْنَ من خَلْعي من العراق (٦).

وما من المنعوت والنعت عقل ... يجوز حذفه وفي النعت يَقِل


(١) في قول الشاعر:
فلا تَلُمْهُ أنْ ينامَ البائسَا

وهو بيت من مشطور الرجز، لم أقف له على نسبة. ينظر: الكتاب ٢/ ٧٥، وسر صناعة الإعراب ٢/ ٦٨٩، وشرح جمل الزجاجي ٢/ ١٢، والتذييل والتكميل ٢/ ٢٦٨، ومغني اللبيب ٥٩٣.
(٢) الكتاب ٢/ ٧٦.
(٣) الحاشية في: ٢٣/أ.
(٤) بيتان من الطويل. خفض الحياة: لِينها، ومِلْعراق: من العراق، وخَلَعْنني: أخرجنني. الشاهد: ما في البيتين من الإلغاز بذكر الخفض والنصب على القطع. ينظر: سقط الزند ٢٤٠، وشروحه ٣/ ١٣٦٥.
(٥) ينظر: جمهرة اللغة ١/ ٦١٣، وتهذيب اللغة ١/ ١١٤.
(٦) الحاشية في: ١٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>