للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعَفافَه (١)، فدعانا إلى الله لنوحِّدَه ونَعْبُدَه ونخلعَ ما كنّا نَعبد نحن (٢) وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمَرَنَا بصدقِ الحديث، وأداءِ الأَمانة، وصلةِ الرَّحم، وحُسْنِ الجوار، والكفِّ عن المحارم والدماء، ونَهانَا عن الفَواحِش، وقَوْلِ الزُّور، وأَكْلِ مالِ اليتيم، وقَذْفِ المُحْصَنَة، وأَمَرَنَا أنْ نعبدَ الله لا نشركَ به شيئًا، وأمَرَنا بالصَّلاةِ والزكاة والصيام (٣). -قالت: فعدَّد عليه أمورَ الإسلام- فصدَّقْنَاه وآمَنَّا به واتَّبعناه (٤) على ما جاء به؛ فَعَبَدْنَا الله وحده، ولم نُشْرِكْ به شيئًا، وحرَّمْنَا ما حرَّم علينا، وأحْلَلْنَا ما أحلَّ لنا، فَعَدَا علينا قومُنا فعذَّبونا وفَتَنْونا عن ديننا لِيَرُدُّونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله ﷿، وأنْ نَسْتَحِلَّ ما كنَّا نَستحلُّ من الخبائث، فلما قَهَرُونَا وظَلَمُونا وشَقُّوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلدك، واخترناك على مَنْ سواك، ورَغِبْنَا في جوارك، ورَجَوْنَا أنْ لا نُظْلم عندك أيها الملك.

قالت: فقال له النَّجاشيُّ: هل معك ممَّا جاء به عن الله من شيء؟

قالت: فقال له جعفر: نعم.

فقال له النجاشيُّ: فَاقْرَأه عليَّ، فقرأ عليه صدرًا من ﴿كهيعص﴾ [مريم/ ١].

قالت: فبكى -واللهِ- النجاشيُّ حتى أَخْضَلَ (٥) لحيَتَهُ، وبَكَتْ


(١) في "ج": "وعفته".
(٢) ساقطة من "ج".
(٣) في "ب، ج" زيادة: "والحج من استطاع إليه سبيلًا".
(٤) في "غ": "وابتغاء".
(٥) أي بلّلها بالدمع من البكاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>