للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكتاب الإلهي الكامل الصادق عند الإطلاق، لحيازته جميع الأوصاف الكمالية لجنس الكتاب السماوي، وتفوّقه على بقية أفراده، بعد أن استعمل في الآيات السابقة لهذه الآية لفظ التوراة والإنجيل للكتابين اللذين أنزلهما الله على موسى وعيسى (١).

ليظهره على الدين كله:

وقد أخبر الله سبحانه ووعد بإظهار هذا الدين على سائر الأديان فقال: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (٣٣)[التوبة/ ٣٣]. فالله تعالى يُعلي هذا الدين ويرفع شأنه على جميع الأديان بالحجة والبرهان والهداية والعرفان، والعلم والعمران، وكذا السيادة والسلطان، ولم يكن لدين من الأديان مثل هذا التأثير الروحي والعقلي والمادي والاجتماعي والسياسي إلا للإسلام (٢). ولقد صح عن النبي الوعد بإظهار الدين ونصره والتمكين لأهله (٣)، وقد تحقق هذا الوعد الصادق بإذن الله.

دعوة أهل الكتاب للإيمان بمحمد:

ولأجل هذا فإن الله تعالى يأمر بالإيمان بمحمد ، وطاعته واتباع شريعته، حتى الأمم المؤمنة برسالة نبي من الأنبياء السابقين فإن القرآن


(١) انظر: "الظلال" (٦/ ٩٠٢)، "تفسير أبي السعود" (٢/ ٦٧)، "تفسير المنار" لرشيد رضا (٦/ ٤١٠).
(٢) انظر تفسير المنار لرشيد رضا (١٠/ ١٧٥).
(٣) ذكر الإمام ابن كثير جملة من هذه الأحاديث في التفسير (٢/ ٢٥٠ - ٢٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>