يقول الله تعالى مثلًا: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (١٣٢)﴾ [آل عمران/ ١٣٢]، ويقول: ﴿أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ [النساء/ ٥٩]، ويقول أيضًا: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ﴾ [النساء/ ٨٠].
والقرآن الكريم مهيمن على الكتب السابقة:
وكذلك فإن القرآن الكريم قد جعله الله تعالى مهيمنًا على ما سبقه من الكتب السماوية، وهو كلمة الله الأخيرة لهذه البشرية، التي يجب أن يفيء إليها الناس كلهم حتى يكونوا مؤمنين، ومن ثم فكل اختلاف يجب أن يُرد إلى هذا الكتاب ليفصل فيه، سواء كان هذا الاختلاف في التصور الاعتقادي بين أصحاب الديانات السماوية، أو في الشريعة التي جاء هذا الكتاب بصورتها الأخيرة، أو كان هذا الاختلاف بين المسلمين أنفسهم، قال الله تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ﴾ [المائدة/ ٤٨].
وكما استعمل الله تعالى كلمتي "الرسول" و"النبي" معرفتين عند الأمر بطاعتهما، لتكون خاصة بمحمد ﷺ ودالة على كماله، كذلك جاء لفظ "الكتاب" في هذه الآية للدلالة على القرآن الكريم الدلالة نفسها، فهو الكتاب الكامل الجدير بأن يسمى كتابًا، وأن ينصرف إليه معنى
(١) انظر: "الإحكام في أصول الأحكام" - لابن حزم (٢/ ٧٣٢ - ٧٤٣)، "كشف الأسرار" للبخاري (٣/ ١٥٨ - ١٦٢)، "الحضارة الإسلامية" للمودودي ١٩٢ - ١٩٦، "الأسفار المقدسة في الأديان السابقة" د. علي عبد الواحد وافي ٨٧ - ٩٢.