للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وددت أنكم كلَّما قلتموها ينتفض كل شيء عليكم وإني خرجت من نصف ملكي. قلنا: لِمَ؟ قال: لأنه يكون أيْسَرَ لشأنها وأجدر (١) أن لا تكونَ من أمر النبوة، وأن تكون من حِيَل النَّاس.

ثم سَأَلنا عما أراد فأخبرناه. ثم قال: كيف صلاتكم وصومكم؟ فأخْبَرْنَاه، فقال: قوموا، فقمنا، فأمر لنا بمنزلٍ حسن ونُزُلٍ كثير) (٢)، فأقمنا ثلاثًا.

فأرسل إلينا ليلًا، فدخلنا عليه، فاستعاد قولنا فأَعَدْناه، ثم دعا بشيء كهيئة الرَّبْعَةِ (٣) العظيمة مذهَّبة، فيها بيوت صغار، عليها أبواب، ففتح (٤) بيتًا وقُفْلًا واستخرج منه حريرة سوداء فنشرها، فماذا فيها صورةٌ حمراءُ، وإذا فيها رجلٌ ضخم العينين، عظيم الأليتين لم أر مثل طول عنقه، وإذا ليست له لحية، وإذاله ضفيرتان أحسن ما خلق الله. قال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا آدم ، وإذا هو أكثر الناس شَعْرًا.

ثم فتح بابًا آخر واستخرج منه حريرة (٥) سوداء، وإذا فيها صورةٌ بيضاءُ، وإذا له شعر (٦) قَطَطٌ، أحمر العينين، ضخم الهامة حَسَنُ اللحية (٧)، قال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا نوح عليه


(١) في "غ، ص": "وأحد".
(٢) ساقط من "د".
(٣) الإناء المربع.
(٤) في "د": "ففتحها".
(٥) في "ص": "حريرًا".
(٦) ساقطة من "غ".
(٧) في "ب، ج": "الوجه".

<<  <  ج: ص:  >  >>