للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موسى. ولا نقول أيضا: إنَّ اليهود قصدوا تغييرها وإفسادها، بل الحقُّ أولى ما اتُّبع" (١).

وقال (٢): "ونحن نذكر حقيقة سبب تبديل التوراة، فإنَّ علماء القوم وأحبارهم يعلمون أنَّ هذه التوراة التي بأيديهم لا يَعْتقِدُ أحدٌ من علمائهم وأحبارهم أنَّها عَيْنُ التوراة المنزَّلة على موسى بنِ عِمْرَانَ البتَّةَ؛ لأن موسى صان التوراةَ عن بني إسرائيل، ولم يبثَّها فيهم خوفًا من اختلافهم من بعده في تأويل التوراة المؤدِّي إلى انقسامهم أحزابًا، وإنما سلَّمها إلى عشيرته أولاد لاوِي. قال: ودليل ذلك: قَوْلُ التوراة ما هذه ترجمته: "وكتب موسى هذه التوراةَ ودفَعَها إلى أئمة بني لَاوِي" (٣). وكان بنو هارون قضاةَ اليهود وحُكَامَهُم، لأنَّ الإمامة وخِدْمةَ القَرَابِيْن والبيت المقدَّس كانت فيهم، ولم يُبْدِ (٤) موسى لبني إسرائيل من التوراة إلا نِصفَ سورةٍ … " (٥).

وقال الله لموسى عن هذه السورة: "وتكونُ لي هذه السورة شاهدة على بني إسرائيل، ولا تُنْسَى (٦) هذه السورةُ من أفواه أولادهم" (٧).

وأما بقية التوراة فدفعها إلى أولاد هارون وجعلها فيهم وصانها عمَّن


(١) "بذل المجهود" للسموأل، ص (١٢٤).
(٢) المصدر نفسه ص (١٢٤).
(٣) سفر التثنية: (٣١/ ٩ - ١٣). وفي "بذل المجهود": "الأئمة بني لاوي".
(٤) في "بذل المجهود": "ولم يبذل".
(٥) هنا كلام طواه المصنف اختصارًا.
(٦) في "غ، ص": "نفسي".
(٧) سفر التثنية: (٣٢/ ٤٥ - ٤٧). وانظر: "بذل المجهود" للسموأل، ص (١٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>