للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأسلافه كانوا يشاهدون في كلِّ يوم من الآيات ما لم يَرَهُ غيرهم من الأمم؟! وقد فَلَق اللهُ لهم البحر وأنجاهم من عدوِّهم وما جفَّتْ أقدامهم من ماء البحر حتى قالوا لموسى: ﴿اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾ [الأعراف: ١٣٨]؟

ولما ذهب لميقات ربه لم يُمْهِلُوه أن عبدوا بعد ذهابه العِجْلَ المَصُوغَ (١)، وغُلِب أخوه هارون معهم ولم يقدر على الإنكار عليهم، وكانوا -مع مشاهدتهم تلك الآيات (٢) والعجائب- يهمُّون برجم موسى وأخيه هارون في كثير من الأوقات والوحيُ بين أَظْهُرِهِم!! ولما نَدَبَهم إلى الجهاد قالوا: ﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾ [المائدة: ٢٤]. وآذوا موسى أنواع الأذى حتى قالوا: إنه آدَر (٣) ولهذا (٤) يغتسل وحده، فاغتسل (٥) يومًا ووضع ثوبه على حجر ففرَّ الحجر بثوبه فَعَدَا خلفه عُرْيَانًا حتى نظر بنو إسرائيل إلى عورته فرأوه أحسن خَلْق الله متجرِّدًا (٦).

ولما مات أخوه هارون قالوا: إن موسى قتله وغيَّبه. فرفعت الملائكةُ لهم تابوته بين السماء والأرض حتى عاينوه ميتًا (٧). وآثروا


(١) في حاشية "ب" إشارة إلى سفر (٣) إصحاح (٣٣) في الحاشية.
(٢) ساقطة من "د".
(٣) أي منتفخ الخصية.
(٤) في "د": "وهذا لكونه كان .. ".
(٥) في "ب": "واغتسل".
(٦) انظر: "صحيح البخاري" مع "الفتح": (٦/ ٤٣٦).
(٧) انظر: "تفسير الطبري": (٢٢/ ٥٢)، "تفسير البغوي": (٣/ ٥٨٨)، "الدر المنثور": (٦/ ٦٦٦)، "فتح الباري": (٨/ ٥٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>