للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقالت لهم اليعقوبية: المسيح عندنا وعندكم إلهٌ في الحقيقة، فأيُّ فَرْقٍ بيننا وبينكم في ذلك؟ ولكنكم أردتم مصالحة المسلمين ومقاربتهم (١) في التوحيد.

هذا؛ والأوقاح الأرجاس من هذه الأمة تعتقد أنَّ الله -سبحانه- اختار مريم لنفسه ولولده، وتخطَّاها كما يتخطَّى الرجلُ المرأة.

قال النَّظَّامُ (٢) -بعد أن حكى ذلك عنهم (٣) -: وهم يُفْصِحون بهذا عند من يثقون به.

وقد قال ابن الإخشيد (٤) هذا عنهم في "المعونة"، وقال: إليه يشيرون، ألا ترون أنهم يقولون: مَنْ لم يكِن والدًا يكون عقيمًا، والعُقْم آفَةٌ وعَيْبٌ. وهذا قول جميعهم وإلى المُبَاضعَةِ يشيرون.

ومَنْ خَالَطَ القوم وطاولهم وبَاطَنَهم عرف ذلك منهم، فهذا كفرهم وشركهم بربِّ العالمين ومَسَبَّتُهم له.

ولهذا قال فيهم (٥) أحد الخلفاء الراشدين: أهِيْنُوهم ولا تَظْلِموهم، فلقد سبُّوا الله مسبَّةً ما سبَّه إياها أحدٌ من البشر (٦).


(١) في "غ، ج، ب": "مقارنتهم".
(٢) إبراهيم بن سيار بن هانئ من أئمة المعتزلة.
(٣) ساقطة من "غ، ص".
(٤) أبو بكر أحمد بن علي من المعتزلة أيضًا، توفي سنة (٣٢٦). وكتابه "المعونة" ذكره ابن النديم في "الفهرست" أثناء ترجمته له.
(٥) ساقطة من "د".
(٦) لم أجده في شيء من كتب الآثار، وأخرج نحوه الطبراني في "مسند الشاميين": (٢/ ١٢٧). وقال القرافي في "الفروق" في الفرق (١١٩): ويروى =

<<  <  ج: ص:  >  >>