للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا قول عكرمة (١).

وقال محمد بن كعب: "جاء ناسٌ من اليهود إلى النبيِّ -وهو محتب، فقالوا: يا أبا القاسم، ألا تأتينا بكتاب من السماء كما جاء به موسى ألواحًا يحملها من عند الله ﷿ فأنزل الله ﷿ (٢): ﴿يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ﴾ الآية [النساء: ١٥٣] ".

وجاء رجلٌ من اليهود فقال: ما أنزل اللهُ عليك ولا على موسى ولا على عيسى ولا على أحدٍ شيئًا، ما أنزل الله على بشير من شيء، فحلَّ رسول الله حُبْوته (٣)، وجعل يقول: ولا على أحد؟! (٤).

وذهب جماعةٌ، منهم مجاهد، إلى أنَّ الآية نزلت في مشركي قريش، فهم الذين جَحَدُوا أصل الرسالة، وكذَّبوا بالرسل، وأما أهلُ الكتاب فلم يجحدوا نبوة موسى وعيسى. وهذا اختيار ابن جرير (٥)، قال: وهو أوْلى الأقاويل بالصواب، لأنَّ ذلك في سياق الخبر عنهم، فهو أشبه من أن يكون خبرًا عن اليهود، ولم يَجْرِ لهم ذكر يكون هذا به متصلًا، مع ما في الخبر عن من أخبر الله عنه في هذه الآية من إنكاره أن


(١) الطبري في الموضع السابق.
(٢) انظر: "تفسير البغوي": (١/ ٦١٧)، "الدر المنثور" للسيوطي: (٢/ ٧٢٦)، "أسباب النزول" للواحدي، ص (١٩٧).
(٣) احتبى: جمع بين ظهره وساقيه بعمامة ونحوها. والاسم الحَبْوَةُ، والحُبْوَة.
(٤) انظر المراجع السابقة.
(٥) "تفسير الطبري": (١١/ ٥٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>