للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قضاءه، بل هم كلهم صائرون إلى ما خلقهم له، وواقعون فيما قدّر عليهم لا محالة، وهو عدل منه عز ربنا وجل. والزنا، والسرقة، وشرب الخمر، وقتل النفس، وأكل مال الحرام، والشرك بالله، والذنوب جميعًا، والمعاصي كلها بقضاء وقدر من الله من غير أن يكون لأحد على الله حجةٌ بل لله الحجة البالغة على خلقه، و {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء: ٢٣] (١).


(١) مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص ٣٥٥).
التعليق: إن الإيمان بالقدر هو أحد أركان الإيمان الستة التي لا يتم إيمان المرء إلا به، فيجب على كل مسلم الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره، وأن الله فعال لما يريد مدبر لما في الكون، وأن كل شيء بإرادته ومشيئته. وقد جاء إثبات القدر بالكتاب والسنة وإجماع السلف.
فمن الكتاب العزيز قوله تعالى: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} [الفرقان: ٢].
قال القرطبي في تفسيره (١٥/ ٣٦٦ - ٣٧٧): "أي: قدر كل شيء مما خلق بحكمته على ما أراد لا عن سهو وغفلة؛ بل جرت المقادير على ما خلق الله إلى يوم القيامة وبعد القيامة، فهو الخالق المقدر؛ فإياه فاعبدوه". وقوله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: ٤٩]. وقوله تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (٢) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى} [الأعلى: ١ - ٣]. قال ابن كثير في تفسير هذه الآية (٧/ ٤٨٢): =

<<  <  ج: ص:  >  >>