للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


=
"أي: قدر قدرًا، وهدى الخلائق إليه؛ ولهذا يستدل بهذه الآية الكريمة أئمة السنة على إثبات قدر الله السابق لخلقه، وهو علمه الأشياء قبل كونها، وكتابته لها قبل برئها، وردوا بهذه الآية وبما شاكلها من الآيات وما ورد في معناها من الأحاديث الثابتات على الفرقة القدرية الذين نبغوا في أواخر عصر الصحابة".
وقوله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [يونس: ١٠٧].
ومن السنة المطهرة: قوله -صلى الله عليه وسلم- في حديث جبريل عليه السلام الطويل: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره". رواه مسلم (٨).
قال ابن حجر في الفتح (١/ ١٥٧): "وهكذا الحكمة في إعادة لفظ: "وتؤمن" عند ذكر القدر كأنها أشارة إلى ما يقع فيه من الاختلاف، فحصل الاهتمام بشأنه بإعادة "تؤمن"، ثم قرره بالإبدال بقوله "خيره وشره وحلوه ومره" ثم زاده تأكيدا بقوله في الرواية الأخيرة "من الله".
وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره، حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه". رواه الترمذي في السنن (٤/ ٢٢ رقم ٢١٤٤)، وصححه العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة (٢٤٣٩).
وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "كل شيء بقدر حتى العجز=

<<  <  ج: ص:  >  >>