قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم (٢/ ٢٢٧): "وأما النصيحة لأئمة المسلمين: فمعاونتهم على الحق، وطاعتهم فيه، وأمرهم به، وتنبيههم وتذكيرهم برفق ولطف، وإعلامهم بما غفلوا عنه ولم يبلغهم من حقوق المسلمين، وترك الخروج عليهم، وتألف قلوب الناس لطاعتهم". وقال الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم (ص ١٥٣): "وأما النصيحة لأئمة المسلمين، فحب صلاحهم ورشدهم وعدلهم، وحب اجتماع الأمة عليهم، وكراهة افتراق الأمة عليهم، والتدين بطاعتهم في طاعة الله عز وجل، والبغض لمن رأى الخروج عليهم، وحب إعزازهم في طاعة الله". وقال أبو نعيم الأصبهاني في كتابه "فضيلة العادلين من الولاة" (١٣٩): "من نصح الولاة والأمراء اهتدى، ومن غشهم غوى واعتدى". أما طريقة نصح الوالي أو الإمام فهي ليست اجتهادية كل بحسب ما يرى، وإنما هي توقيفية جاء النص الصريح من النبي -صلى الله عليه وسلم- ببيان كيفيتها. فعن عياض بن غنم -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من أراد أن ينصح لسلطان بأمر فلا يبد له علانية ولكن ليأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه له". رواه أحمد في المسند (٣/ ٤٠٣)، والحاكم في المستدرك (٣/ ٣٢٩) وصححه، وابن أبي عاصم في السنة (١٠٩٦) وصححه الألباني في ظلال الجنة. فهذه هي الطريقة النبوية في نصح الإمام: أن تكون سرا بينهما، وألا تكون على رؤوس الأشهاد، وأن تكون برفق ولين وحرص على مصلحة المنصوح. =