للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كذلك وأبطل منه، وأصحاب الرأي والقياس في الدين مبتدعة جهلة ضُّلال، إلا أن يكون في ذلك أثر عمن سلف من الأئمة الثقات فالأخذ بالأثر أولى (١).

وقال حرب أيضا: ومن زعم أنه لا يرى التقليد (٢)، ولا يقلد دينه أحدًا فهذا قول فاسق مبتدع عدوًا لله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، ولدينه، ولكتابه، ولسنة نبيه عليه السلام إنما يريد بذلك إبطال الأثر، وتعطيل العلم، وإطفاء السنة، والتفرد بالرأي، والكلام، والبدعة والخلاف. فعلى قائل هذا القول لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. فهذا من أخبث قول المبتدعة، وأقربها إلى الضلالة والردى، بل هو ضلالة زعم أنه لا يرى


(١) مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص ٣٦١).
(٢) التقليد الذي عناه الإمام حرب الكرماني هنا هو بمعنى الاتباع، لذلك قال بعده "يريد بذلك إبطال الأثر، وتعطيل العلم، وإطفاء السنة". قال الإمام البربهاري في شرح السنة (ص ٩١): "واعلم أن الدين إنما هو التقليد والتقليد لأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-". وقال في (ص ١١٨): "فالله الله في نفسك، وعليك بالآثار وأصحاب الأثر والتقليد، فإن الدين إنما هو بالتقليد؛ يعني للنبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه رضوان الله عليهم".

<<  <  ج: ص:  >  >>