قال ابن كثير في التفسير (٧/ ١٤٦): "وهذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور". وقال تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (٢٧)} [إبراهيم: ٢٧]. وقد فسر النبي -صلى الله عليه وسلم- هذه الآية بقوله: "نزلت في عذاب القبر، فيقال له: من ربك؟ فيقول: ربي اللّه ونبيي محمد -صلى الله عليه وسلم- فذلك قوله عز وجل: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} رواه مسلم (٢٨٧١). ومن الأحاديث الدالة على إثبات عذاب القبر ونعيمه أيضا: ما رواه خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "العبد إذا وضع في قبره، وتُولِّيَ وذهب أصحابه -حتى إنه ليسمع قرع نعالهم- أتاه ملكان فأقعداه، فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل محمد -صلى الله عليه وسلم-؟ فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال: انظر إلى مقعدك من النار، أبدلك الله به مقعدا من الجنة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: فيراهما جميعا. وأما الكافر أو المنافق فيقول: لا أدري كنت أقول: ما يقول الناس، فيُقال: لا دَرَيْت ولا تَلَيْت، ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه، فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين". رواه البخاري (١٣٣٨)، ومسلم (٢٨٧٠). وأما الإجماع: فقد اتفق السلف على إثبات عذاب القبر ونعيمه وأنه يقع للروح وللجسد. قال الإمام أحمد: "أصول السنة عندنا ... الإيمان بعذاب القبر، وأن هذه الأمة =