للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلَيْسَ بِابْنِ أَبِيهِ، فَيَفْتَرِقُونَ عَلَى فِرْقَتَيْنِ، فَيَقْتَتِلُونَ قِتَالًا شَدِيدًا، حَتَّى يَظْفَرَ مَنْ عَلَى الحَقِّ، حَتَّى يَكُونَ بَيْنَهُمُ الذَّبْحُ واَلْمَذَابحُ، ثُمَّ يَخْرُجُونَ إِلَى قَرْيَةٍ مِنْ قُرَى بَابِلٍ يُقَالُ لَهَا: عَاقِرْ قَوْفَا (١٤٨) عُقِرَتْ أُمَّتِي وَاسْتُأْصِلَتْ، فَتَرْجِعُ رَايَتُهُمْ مُنْهَزِمَةً مِنْ قِبَلِ الفُرَاتِ، ثُمَّ يَخْرُجُ المَسْتُورُ المَلْعُونُ مِنْ شِعْبِ بَيْت المَقْدِسِ، يَأتِي القَرْيَةَ عَاقِرْ قَوْفَا فَيَقْتُلُ فِيهَا مِئَةَ أَلْفِ صَاحِبِ سَيْفٍ مُحَلًّى، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أنَّهُ مِنِّي، فَرَحِمَ اللَّهُ مَنْ آوَى نِسَاءَ بَنِي هَاشِمٍ يَوْمَئِذ فَإِنَّهُمْ حُرْمَتِي، ثُمَّ يَدْخُلُ مَدِينَةَ الزَّوْرَاءِ فَكَمْ مِنْ قَتِيلٍ وَقَتِيلٍ، ثُمّ يَسِيرُ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى وَكْرِ الشَّيْطَانِ الفَرِيقَيْنِ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ فِتْيَانٌ مِنْ مَجَالِسِهِمْ عَلَيْهِمْ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: صَالحٌ، فَتَكُونُ الدَّائِرَةُ عَلَى أَهْلِ الكُوفَةِ، فَكَمْ مِنْ قَتِيلٍ وَقَتِيلَةٍ، وَمَالٍ مَنْهُوبٍ، وَفَرْجٍ مُسْتَحَلٍّ، ثُمَّ يَخْرُجُ حَتَّى يَأتِيَ المَدِينَةَ، فَيَقْتُلُ الرِّجَالَ وَتَبْقَى النِّسَاءُ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، فَإِذَا حَضَرَ ذَلِكَ فَعَلَيْكُمْ بِالشَّوَاهِقِ وَخَلْفَ الدُّرُوبِ؛ فَإِنَّمَا هُوَ حَمْلُ امْرَأةٍ، ثُمَّ يُقْبِلُ التَّمِيمِي شُعَيْبُ بْنُ صَالحٍ سَقَى اللَّهُ بِلَادَ شُعَيْبٍ بِمكزايةِ السَّوْدَاءِ الهَادِبةِ، فَيَسِيرُ بِنَصْرِ اللَّهِ حَتَّى يُبَايعَ المَهْدِيَّ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالمَقَامِ، فَيَبْعَثُ إِلَى السُّفْيَانِي فَيَقْتُلُهُ، وَيَقْتُلُ كَلْبًا قَتْلًا كَثِيرًا، وَتِلْكَ غَنِيمَةُ كَلْبٍ، يَمْلَأُ الأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا، يَمْلِكُهُمْ تِسْعَ سِنِينَ، ثُمَّ يَخْرُجُ بَنُو الأَصْفَرِ فَيَتَحَمَّلُ النَّاسُ إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ، فَيَأتِي اللَّه بِأَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ أَعْوَانًا وَأَنْصَارًا لِلْمَهْدِيِّ، فَيُرْسِلُهُمْ إِلَى الرُّومِ، فَيَخْرِجُونَهُمْ مِنَ الشَّامِ، فَيَطْلُبُونَهُمْ حَتَّى يَبْلُغُوا قُسْطَنْطِينَةَ فَيَفْتَحَهَا اللَّهُ لَهُمْ، فَيَلْحَقُهُمُ الكَذَّابُ المَسِيحُ، فَيَخْرُجُونَ وَعِيسَى عليه السلام قَدْ نَزَلَ، وَالمَهْدِيُّ قَدْ قُبِضَ، فَإِذَا قُبِضَ خَارَتِ الأَرْضُ خَوْرَةً سَمِعَهَا أَهْلُ المَشْرِقِ وَأَهْلُ المَغْرِبِ". فَقَالَ سَلْمَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِذًا أُسَلِّمُ عَلَيْهِ، وَأُقْرِئُهُ مِنْكَ السَّلَامَ، قَالَ: "كَلَّا يَا سَلْمَانُ، إِنَّهُ لَيْسَ هَيْبَة


(١٤٨) عاقر قَوْفَا: مركب من عاقر وقوفا فأما الأول: فهو الرملة العظيمة المتراكمة، وقيل: الرملة التي لا تنبت شيئًا، والقَوف: الأتباع يقل: قاف أثره قوفًا. انظر "معجم البلدان" (٤/ ٧٦).

<<  <   >  >>