للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا، حَتَّى يَحِلُّوا بِعُمْقِ أَنْطَاكِيَّةَ فَلَا يَبْقَى بِالحِيرَةِ وَلَا بِالشَّامِ نَصْرَانِيٌّ إِلَّا رَفَعَ الصَّلِيبَ، وَقَالَ: أَلَا مَنْ كَانَ بِأَرْضٍ نَصْرَانِيَّةٍ فَلْيَنْصُرْهَا اليَوْمَ، فَيَسِيرُ إِمَامُكُمْ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ المُسْلِمِينَ مِنْ دِمشْقَ حَتَّى يَحِلَّ بِعُمْقِ أَنْطَاكِيَّةَ، فَيَبْعَثُ إِمَامُكُمْ إِلَى أَهْلِ الشَّامِ: أَعِينُونِي، وَيَبْعَثُ إِلَى أَهْلِ المَشْرِقِ: أنَّهُ كَانَ قَدْ جَاءَنَا عَدُوٌّ مِنْ خُرَاسَانَ (٢٤٤) الَّتِي عَلَى سَاحِلِ الفُرَاتِ، فَيُقَاتِلُونَ ذَلِكَ العَدُوَّ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا قِتَالًا شَدِيدًا، ثُمَّ إِنَّ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ يُنْزِلُ النَّصْرَ عَلَى أَهْلِ المَشْرِقِ فَيَقْتُلُ مِنْهُمْ تِسْعَمِئَةُ أَلْفٍ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ أَلْفًا، وَيَنْكَشِفُ بَقِيَّتُهُمْ مِنْ قُبُورِهِمْ ذَلِكَ، فَيَقُومُ مُنَادٍ فِي المَشْرِقِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، ادْخُلُوا الشَّامَ فَإِنَّهَا مَعْقِلُ المُسْلِمِينَ وَإِمَامُكُمْ بِهَا". قَالَ حُذَيْفَةُ: فَخَيْرُ مَالِ المُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ رَوَاحِلُ يُرْحَلُ عَلَيْهَا إِلَى الشَّامِ، وَأَحْمِرَةٌ يُنْقَلُ عَلَيْهَا حَتَّى يَلْحَقَ بِدِمشْقَ. وَيَبْعَثُ إِمَامُهُمْ إِلَى اليَمَنِ: أعِينُوني. فَيُقْبلُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ اليَمَنِ عَلَى قَلَائِصِ عَدَنٍ، حَمَائِلُ سُيوفِهِمْ المَسَدُ، يَقُولُونَ: نَحْنُ عِبَادُ اللَّهِ حَقًّا حَقًّا، لَا نُرِيدُ عَطَاءً وَلَا رِزْقًا. حَتَّى يَأْتُوا المَهْدِيَّ بِعُمْقِ أَنْطَاكِيَّةَ، فَيَقْتَتِلُ الرُّومُ وَالمُسْلِمُونَ قِتَالًا شَدِيدًا، فَيُسْتَشْهَدُ مِنَ المُسْلِمِينَ ثَلَاثُونَ أَلْفًا، وَئقْتَلُ سَبْعُونَ أَمِيرًا نُورُهُمْ يَبْلُغُ إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ حُذَيْفَةُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ شُهَدَاءُ أُمَّتِي، شُهَدَاءُ الأَعْمَاقِ، وَشُهَدَاءُ الدَّجَّالِ، وَيَشْتَعِلُ الحَدِيدُ بِعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ مِنَ المُسْلِمِينَ لَيَضْرِبُ العِلْجَ بِالسَّفُّودِ مِنَ الحَدِيدِ فَيَشُقُّهُ وَيَقْطَعُهُ بِاثْنَينِ وَعَلَيْهِ دِرْعٌ، فَتَقْتُلُونَهُمْ مَقْتَلَةً حَتَّى يَخُوضَ الخَيْل فِي الدَّمِّ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَغْضَبُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَيْهِمْ؛ فَيُطْعَن بِالرُّمْحِ النَّافِذِ، وَيُضْرَبُ بِالسَّيْفِ القَاطِعِ، وَيُرْمَى بِالقوسِ الَّتِي لَا


(٢٤٤) خُرَاسَانُ: بلاد واسعة أول حدودها مما يلي العراق أزَاذوار قصبة جوَين وبَيهق، وآخر حدودها مما يلي الهند طخارستان وغزنه وسجستان وكرمان، وليس ذلك منها إنما هو أطراف حدودها، وتشتمل عليَّ أمهات من البلاد منها نيسابور وهراة ومرو. انظر "معجم البلدان" (٢/ ٤٠١).

<<  <   >  >>