للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= محمد، عن أبي عقال غير ابن عياش.
قلت: لكن رواه ابن عدي تحت ترجمة هلال بن زيد أبي عقال من طريق الوليد بن مسلم، عن عمر ابن محمد، وعبد اللَّه بن واقد بن زيد، وصخر بن صدقة جميعًا، عن أبي عقال، فقوله بالانفراد ردَّه بنفسه في الموضع الثاني، لكن لا يضر فمدار الطرق جميعًا تنتهي إلى أبي عقال.
قال ابن الجوزي عقبه: فجميع طرقه تدور على أبي عقال، واسمه هلال بن زيد بن يسار، قال ابن حبان: يروي عن أنس أشياء موضوعة، ما حدث بها أنس قط، لا يجوز الاحتجاج به بحال.
وللحديث طرق أخرى وكلها واهية:
فمنها ما أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (٨٧٧)، من طريق بشير بن ميمون، عن عبد اللَّه بن يوصف، عن ابن عمر، قال: سمعت رسول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يذكر أهل مقبرة يومًا ويصلي عليها فأكثر الصلاة، فسئل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عنها، فقال: "مقبرة شهداء عسقلان يزفون إلى الجنة كما تزف العروس إلى زوجها".
قال ابن الجوزي: بشير بن ميمون، قال يحيى بن معين: اجتمع الناس على طرح حديثه، وقال أحمد: ليس بشيء، وقال السعدي: غير ثقة.
وله طريق آخر عن ابن عمر، أخرجه ابن الجوزي أيضًا (٨٧٨)، من طريق حمزة بن أبي حمزة الجعفي، عن عطاء ونافع، عن ابن عمر بلفظ: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- صلى على مقبرة، فقيل له: يا رسول اللَّه، أي مقبرة هذه؟ فقال: "هي مقبرة بأرض العدو يقال لها: عسقلان، يفتحها ناس من أمتي، يبعث اللَّه منها سبعين ألف شهيد، يشفع الرجل في مثل ربيعة ومضر، وعروس الجنة عسقلان".
قال ابن الجوزي: حمزة بن أبي حمزة، قال أحمد بن حنبل: هو مطروح الحديث. وقال يحيى: ليس بشيء، ليس يساوي فلسًا. وقال النسائي والدارقطني: هو متروك الحديث. وقال ابن عدي: يضع الحديث. وقال ابن حبان: تفرد عن الثقات بالموضوعات، لا تحل الرواية عنه.
وله شاهد من حديث عائشة أخرجه ابن الجوزي أيضًا (٨٨٢)، من طريق نافع أبي هرمز، عن عطاء، عنها بنحوه.
قال ابن الجوزي: فيه نافع أبو هرمز، قال يحيى: هو كذاب. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال الدارقطني: متروك.
وقال ابن كثير في "التفسير" (٢/ ١٨): وهذا الحديث يعد من غرائب "المسند"، ومنهم من يجعله موضوعًا.
وقد حاول الحافظ ابن حجر رحمه اللَّه أن ينفي الوضع عن الحديث، فأتى بأدلة وشواهد ليذب عن =

<<  <   >  >>