للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

حُبْرَى، وَهُمَا يُرِيدَانِ قَوْمَ لُوطٍ، فَخَرَجَ إِبْرَاهِيمُ عليه السَّلام لِيَذْبَحَ العِجْلَ، فَانْفَلَتَ مِنْهُ، فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى دَخَلَ مَغَارَةَ حَبْرُونَ، قَالَ: وَنُودِيَ يَا إِبْرَاهِيمُ: سَلِّمْ عَلَى عِظَامِ أَبِيكَ آدَمَ، وَعَلَى جَمِيعِ النَّبِيْيِّنَ. فَوَقَعَ ذَلِكَ فِي نَفْسِهِ، ثُمَّ ذَبَحَ العِجْلَ فَقَدَّمَهُ إِلَيْهِمْ، فَكَانَ مِنْ شَأنِهِ مَا قَصَّ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ العَزِيزِ.

ومَضَى مَعَهُمْ إِلَى أَنْ قَرُبَ مِنْ دِيَارِ قَوْمِ لُوطٍ، فَقَالُوا لَهُ: اقْعُدْ هَاهُنَا. فَقَعَدَ، فَسَمِعَ صَوْتَ الدِّيَكةِ فِي السَّمَاءِ، قَالَ: هَذَا هُوَ الحَقُّ اليَقِينُ. فَأَيْقَنَ بِهَلَاكِ القَوْمِ، فَسُمِّيَ ذَلِكَ الموْضِعُ مَسْجِدُ اليَقِينِ، ثُمَّ رَجَعَ فَطَلَبَ مِنْ عَقْرُون المغَارَةَ فَاشْتَرَاهَا مِنْهُ بِأرْبَعِمِئَةِ دِرْهَمٍ، كُلُّ دِرْهَمٍ مِنْهَا وَزْنُهُ خَمْسَةُ دَرَاهِمٍ، كُلُّ مِئَةٍ مِنْهَا ضَرْبُ مَلِكٍ، فَصَارَتْ مَقْبَرَةً لَهُ، وَلِمَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِهِ. (٣١٨)

١٩٦ - قَالَ الطَّبَرِيُّ فِي "تَفْسِيرِهِ":

حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو، قَالَ: ثَنَا أَسْبَاطُ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: انْطَلَقَ إِبْرَاهِيمُ وَلُوطُ قِبَلَ الشَّامِ، فَلَقِيَ إِبْرَاهِيمُ سَارَةَ وَهِيَ بنْتُ مَلِكِ حَرَّان، وَقَدْ طَعَنَتْ عَلَى قَومِهَا فِي دِينِهمْ، فَتَزَوَّجَهَا عَلَى أَلَّا يُغَيِّرَهَا. (٣١٩)


= المدينة، وعليها قبة، زعموا أنها مسجد إبراهيم عليه السَّلام، وتحت الصخرة عين غزيرة الماء، وذكروا أن إبراهيم عليه السَّلام دخل هذه المدينة في وقت مسيره إلى مصر، ومعه غنم له، وكانت المدينة قليلة الماء، فسألوا إبراهيم أن يرتحل عنهم لقلة الماء، فيقال إنه ضرب بعصاه هذه الصخرة فخرج منها ماء كثير فاتسع على أهل المدينة. "معجم البلدان" (٥/ ١٥).
(٣١٨) "من إسرائيليات كعب"
"فضائل بيت المقدس" (ص ٤٦٠ - ٤٦٢)، وذكره السيوطى في "إتحاف الأخصا" (٥٠ ب - ٥١ أ)، ومجير الدين في "الأنس الجليل" (١/ ٤٢).
وهذا من إسرائيليات كعب.
(٣١٩) "من أحاديث بني إسرائيل"
"تفسير الطبري" (١٦/ ٣١٣).
قلت: وإسناده فيه مقال أيضًا؛ السدي هو: إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي، قال =

<<  <   >  >>