للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

يُقَدِّسُ الْإِنْسَانَ عَمَلُهُ، وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّكَ جُعِلْتَ طَبِيبًا تُدَاوِي، فَإِنْ كُنْتَ تُبْرِئُ فَنِعِمَّا لَكَ، وَإِنْ كُنْتَ مُتَطَبِّبًا فَاحْذَرْ أَنْ تَقْتُلَ إِنْسَانًا فَتَدْخُلَ النَّارَ، فَكَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِذَا قَضَى بَيْنَ اثْنَيْنِ ثُمَّ أَدْبَرَا عَنْهُ، نَظَرَ إِلَيْهِمَا، وَقَالَ: ارْجِعَا إِليَّ أعِيدَا عَلَيَّ قِصَّتَكُمَا مُتَطَبِّبٌ وَاللَّهِ. (١٣)


= مطهرة من الشرك؛ حيث جعلت مساكن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، أو لأنها مطهرة من الآفات، وغلبة الجبارين عليها لا يخرجها عن أن تكون مقدسة، أو لأنها طهرت من القحط والجوع. وقيل: سميت مقدسة؛ لأن فيها المكان الذي يتقدس فيه من الذنوب.
(١٣) (حسن بطرقه)
"موطأ مالك" (٢/ ٧٦٩)، ومن طريق مالك أخرجه عبد اللَّه بن أحمد في زوائده على "الزهد" (ص ١٥٤)، ومن طريقه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (١/ ٢٠٥).
وهذا إسناد ظاهر الانقطاع، فإن يحيى بن سعيد لم يسمع إلا من أنس على ما قاله عليُّ بن المديني، وقد أتى موصولًا من طرق أخرى.
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٨/ ١٨٢)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (١٧١٨)، والدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (١٢٣٨)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (١/ ١٥٠)، وأخرجه ابن المرجا في "فضائل بيت المقدس" (ص ٢٤٥)، جميعًا من طرق عن يحيى ابن سعيد، عن عبد اللَّه بن هبيرة، فجاوزوا به يحيى، ورجاله رجال الصحيح، لكنه أيضًا منقطع؛ عبد اللَّه بن هبيرة ليست له رواية عن الصحابة؛ فهو منقطع.
وأخرجه ابن وضاح في "البدع والنهي عنها" (ص ٥٩)، من طريق صفوان بن عمرو، عن أبي الدرداء، وهو منقطع أيضًا؛ صفوان لم يدرك أبا الدرداء، لكنه حمصي سكن الشام، والأثر مشهور، وأتى من طرقٍ كما تقدم؛ مما يدل على معرفة أهل الشام به، وفي الإسناد إليه بقية بن الوليد، وهو ثقة لكنه يدلس عن الضعفاء والمجاهيل، وقد عنعن، قال بعضهم: لكن هذا السند خاصة نقبله لِمَا قال أبو بكر بن أبي خيثمة: سئل يحيى بن معين عن بقية، فقال: إذا حدَّث عن الثقات مثل صفوان بن عمرو وغيره. اهـ. وهو هنا كذلك.
وأخرجه أبو داود في "الزهد" (٢٧٣)، من طريق سليمان يعني ابن المغيرة، عن حميد بن هلال بنحوه، وهذا الإسناد رجاله ثقات غير أن حميدًا لم يدرك أبا الدرداء؛ فإن أبا حاتم صَرَّحَ أنه لم يلق أبا رفاعة، وقد توفي قبل أبي الدرداء -رضي اللَّه عنهما-.

<<  <   >  >>