للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٨٦ - قَالَ ابْنُ المرَجَّا فِي "فَضَائِلِ بَيْتِ المقْدِسِ":

أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ، قَالَ: أَبَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا أَبِي،


= في "مسند الشاميين" (٤٧٢)، لكن اختلف على ثور بن يزيد على ثلاثة أوجه: وجهين سبق ذكرهما.
والثالث: رواه عن زياد بن أبي سودة، عن أبي أمامة، قال: قالت ميمونة بنت الحارث زوج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . الحديث.
أخرجه أبو يعلى الموصلي كما في "إتحاف المهرة" للبوصيري (١٤١٠)، قال: ثنا عمرو بن حصين، ثنا يحيى بن العلاء، ثنا ثور بن يزيد به، وهذا الإسناد غير محفوظ، قال البوصيري عقبه (٢/ ١٥٥): هذا إسناد ضعيف؛ لضعف عمرو بن حصين شيخ أبي يعلى، وقال الحافظ في "المطالب العالية" (١/ ٣٧٥): عمرو وشيخه ضعيفان جدًّا، وهذا الإسناد خطأ لهما، رواه زياد بن أبي سودة عن أخيه، عن عثمان، عن ميمونة -وليست زوج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فخبط يحيى أو عمرو في إسناده، وهو عند أبي داود وابن ماجه على الصواب.
وهناك متابعة أخرى لسعيد؛ فقد تابعه معاوية بن صالح، فرواه أيضا بإسقاط عثمان، أخرجه الطبراني في "الكبير" (٢٥/ ٣٢ رقم ٥٤)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (١/ ٢٤٩)، والمزي في "تهذيب الكمال" (٩/ ٤٨٢)، لكن في الإسناد إليه عبد اللَّه بن صالح كاتب الليث، في حفظه كلام.
والحديث قد أعله غير واحد من العلماء:
قال الإمام الذهبي في "الميزان" (٢/ ٩٠): هذا حديث منكر جدًّا، رواه سعيد بن عبد العزيز عن زياد عنها، فهذا منقطع، ورواه ثور بن يزيد عن زياد متصلًا، قال عبد الحق: ليس هذا الحديث بقوي. وقال ابن القطان: زياد وعثمان ممن يجب التوقف عن روايتهما، وميمونة هذه يقال: بنت سعد، ويقال: بنت سعيد، لها في السنن أربعة أحاديث، والأربعة منكرة، ثم ما أدري هل سمع سعيد بن عبد العزيز من زياد أو دلسه بعن، وقد رواه ثور بن يزيد ومعاوية بن صالح عن زياد. أ هـ بتصرف.
وقال الحافظ في "الإصابة" (٨/ ١٣٠): بنت سعد روي عنها حديث واحد في فضل بيت المقدس فيه نظر.
وقال الحافظ ابن رجب في "فضائل الشام" (١٧٢): إسناده قوي؛ لأن رواته ثقات، لكن قد قيل: إن إسناده منقطع وفي متنه نكارة، وقد تأول الأوزاعي آخر الحديث، قال الوليد بن مسلم: ذكرت للأوزاعي هذا الحديث، فقال: أوصى اللَّه إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل أن مر بني إسرائيل أن يكثروا في مساجدهم النور، قال: فظنوا إنما يراد به المصابيح فأكثروا، وإنما يراد به العمل الصالح. أخرجه ابن أبي خيثمة، فجعل الأوزاعي تنويره بكثرة الصلاة فيه والذكر، ولكن لفظ الحديث يأبى ذلك لمن تأمله، فإن هذا لا يرشد إليه العاجز عن إتيانه.
وقال الألبانى في "ضعيف أبى داود" (٤٥٧): ضعيف.

<<  <   >  >>