قلت: وهذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه عبيدة هو ابن حسان العنبري السنجاوي، قال الذهبي في "الميزان" (٥/ ٣٥): قال أبو حاتم: منكر الحديث. وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات. وفيه أيضا عمرو بن عبد الجبار السنجاري، قال الذهبي في "الميزان" (٥/ ٣٢٧): قال ابن عدي: روى عن عمه مناكير يكنى أبا معاوية. والثاني: أخرجه الخلال في "أحكام أهل الملل". قال ابن القيم رحمه اللَّه في كتاب "أحكام أهل الذمة" (٣/ ١١٥٩): قال عبد اللَّه ابن الإمام أحمد: حدثني أبو شرحبيل الحمصي عيسى بن خالد، قال: حدثني عمر بن اليمان وأبو المغيرة، قالا: أخبرنا إسماعيل بن عياش، قال: حدثني غير واحد من أهل العلم، قالوا: "كتب أهل الجزيرة إلى عبد الرحمن ابن غنم. . . " به. وإسناده ضعيف كما ترى، وإسماعيل بن عياش لم يسم مشايخه. الوجه الثالث: أخرجه ابن عساكر في "الجامع المستقصى" (ق ١٦٥ ب - ١٦٦ أ)، وذ كره الطبري في "تاريخه" (٣/ ٦٠٨)، من طريق سيف، عن أبي حارثة وأبي عثمان، عن خالد وعبادة، قالا: فذكراه بنحوه. قلت: وإسناده ضعيف؛ فيه سيف بن عمر ضعيف في الحديث، عُمْدَةٌ في التاريخ، وهو يصلح مع غيره لتثبيت أصل المسألة. والأثر بهذه الطرق يقوى، خاصةً وأنه قد احتج به العلماء في مصنفاتهم، حتى قال ابن القيم: وشهرة هذه الشروط تغني عن إسنادها؛ فإن الأئمة تلقوها بالقبول وذكروها واحتجوا بها، ولم يزل ذكر الشروط العمرية على ألسنتهم في كتبهم، وقد أنفذها بعده الخلفاء وعملوا بموجبها. فذكر أبو القاسم الطبري من حديث أحمد بن يحيى الحلواني، حدثنا عبيد بن جياد، حدثنا عطاء بن مسلم الحلبي، عن صالح المرادي، عن عبد خير، قال: رأيت عليًّا صلى العصر فصف له أهل نجران، هذا واللَّه خطي بيدي وإملاء رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: يا أمير المؤمنين، أعطنا ما فيه. قال: ودنوت منه فقلت: إن كان رادًّا على عمر يومًا فاليوم يرد عليه، فقال: لست براد على عمر شيئًا صنعه، وإن كان عمر رشيد الأمر، وإن عمر أخذ منكم خيرًا مما أعطاكم، ولم يجرِ عمر ما أخذ منكم إلى نفسه إنما جره لجماعة المسلمين. وذكر ابن المبارك، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي؛ أن عليًّا -رضي اللَّه عنه- قال لأهل نجران: "إن عمر كان رشيد الأمر، ولن أكير شيئًا صنعه عمر، وقال الشعبي: قال علي حين قدم الكوفة: ما جئت لأحل عقدة شدها عمر. ثم قال رحمه اللَّه: وقد تضمن كتاب عمر -رضي اللَّه عنه- هذا جملًا تدور على ستة فصول فذكرها رحمه اللَّه".