للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٣٤٣ - قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "تَارِيِخِ دِمَشْقَ":

أَنَا ابْنُ مَنْدَه، قَالَ: وأنا جُمَحُ بْنُ أبَانَ المؤذِّن بِدِمَشْقَ، نَا عَبْدُ اللَّهِ بن إِسْحَاقَ الرَّمْلِي، نَا يَحْيَى بْنُ السَّكَنِ الرَّمْلِي، قَالَا: نَا مُحَمَّدُ بْنُ فِهْرِ بْنِ جَمِيلِ بْنِ أَبِي


= قلت: عباد هذا ذكره ابن حبان في "المجروحين" (٢/ ١٧٠)، وقال: كان ممن غلب عليه التقشف والعبادة حتى غفل عن الحفظ، فكان يأتي بالشيء على حسب التوهم، حتى كثر المناكير في روايته على قلتها؛ فاستحق الترك. اهـ. وقال ابن معين والعجلي: ثقة. انظر "تهذيب التهذيب" (٣/ ٦٧)، وقال ابن حجر: صدوق يهم. "التقريب" (١/ ٤٨٢).
وأبو زرعة السيباني ثقة من رجال "التهذيب".
وكريب هو ابن أبرهة السحولي. ذكره الحافظ في "التهذيب" تبعًا لصاحب "الكمال" ولم يترجم له، والبخاري في "تاريخه الكبير" (٧/ ٢٣١)، والحافظ في "تعجيل المنفعة" (٩٠٧)، ونقل توثيق العجلي وابن حبان.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير"، كما نقل ابن كثير عنه في "تفسيره" تحت آية المؤمنون (٥٠).
قال ابن كثير في "تفسيره": وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي، حدثنا رواد بن الجراح، حدثنا عباد بن عباد الخواص أبو عتبة، حدثنا السيباني، عن ابن وعلة، عن كريب السحولي، عن مرة البهزي، قال: سمعت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول لرجل: "إنك ميت بالربوة"، فمات بالرملة. وهذا حديث غريب جدًّا.
وهو بنفس الإسناد السابق، ورواد بن الجراح ضعيفٌ، صاحب مناكيرٍ، وقال الدارقطني: متروك. وانظر "الميزان" (٢/ ٥٥).
وضعف ابن كثير هذا الطريق، فقال عقب إخراجه: وهذا حديث غريب جدًّا.
وللحديث شواهد يحسن بها على أقل أحواله سوى قوله عن الرملة ستأتي تحت باب (رباط أهل الشام). وقد ذكر البخاري في "الكنى" (٤١٩)، مختصرًا، وصاحب "الروض المغرس" (ق ١٩٤ أ)، ومجير الدين الحنبلي في "الأنس الجليل" (٢/ ٦٦)، عن صفوان بن عيسى، عن بشر بن رافع، عن أبي عبد اللَّه ابن عم أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أكرموا الرملة -يعني فلسطين- فإنها الربوة التي قال اللَّه تعالى: {وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ}. وهذا أثر واه؛ في إسناده بشر بن رافع، قال أحمد: ليس بشيء، ضعيف الحديث. وقال ابن معين: شيخ كوفي يحدث بمناكير. وقال أبو حاتم: لا ترى له حديثًا قائمًا.

<<  <   >  >>