للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= ضمرة بن ربيعة، عن محمد بن ميمون، عن بلال، قال: رأيت عبادة بن الصامت -رضي اللَّه عنه- في مسجد بيت المقدس مستقبل الشرق أو السور -أنا أشك- وهو يبكي وهو يتلو هذه الآية: {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ}، ثم قال: هاهنا أرانا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- جهنم. لفظ الحاكم.
وعند البخاري، قال: عن بلال سمع عبادة بن الصامت {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ} وبكى.
قال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
فتعقبه الذهبي، فقال: بل منكر، وآخره باطل؛ لأنه ما اجتمع عبادة برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- هناك، ثم من هو ابن ميمون وشيخه.
قلت: وبلال بن عبد اللَّه مجهول؛ ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" (٢/ ١٠٩)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٢/ ٣٩٦)، وابن حبان في "الثقات" (٤/ ٦٦)، ولم يذكروا عنه راويًا غير محمد بن ميمون.
وورد موقوفًا عن عبادة بن الصامت، أخرجه الطبري في: تفسيره، تحت آية سورة الحديد (١٣)، من طريق أبي العوام، عن عبادة، قال: هذا باب الرحمة.
وإسناده ضعيف؛ شيخ الطبراني هو إبراهيم بن عطية بن رديح، وشيخه محمد بن رديح، مجهولان.
قال ابن المرجا: ويستحب أن يقصد باب الرحمة فيصلي فيه من داخل الحائط، ثم يدعو ويسأل اللَّه تعالى في ذلك الموضع الجنة، ويستعيذه من النار، يكثر من ذلك؛ فإن الوادي الذي وراءه وادي جهنم، وهذا الموضع الذي قال اللَّه: {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ} "فضائل بيت المقدس" (ص ٩٥).
تعقب ابن كثير ذلك، فقال: روي عن عبد اللَّه بن عمرو، وعبادة بن الصامت، وكعب الأحبار، وعلي بن الحسين زين العابدين نحو ذلك، وهذا محمول منهم أنهم أرادوا بهذا التقريب المعنى ومثالًا لذلك لا أن هذا هو الذي أريد من القرآن هذا الجدار المعين نفسه، ونفس المسجد وما وراءه من الوادي المعروف بوادي جهنم، فإن الجنة في السموات في أعلى عليين والنار في الدركات أسفل سافلين. وقول كعب الأحبار: إن الباب المذكور في القرآن هو باب الرحمة الذي هو أحد أبواب المسجد، فهذا من إسرائيلياته وترَّهاته، وإنما المراد بذلك السور يضرب يوم القيامة ليحجز بين المؤمنين والمنافقين، فإذا انتهى إليه المؤمنون دخلوه من بابه، فإذا استكملوا دخولهم أغلق الباب، وبقي المنافقون من ورائه في الحيرة والظلمة والعذاب كما كانوا في الدار الدنيا في كفر وجهل وشك وحيرة. اهـ. "تفسير ابن كثير" (٤/ ٣٩٤)، الحديد آية رقم ١٣.
قال الألوسي في "تفسيره" (٢٠/ ٣٢٢): هذا السور قيل: يكون في تلك النشأة وتبدل هذا العالم واختلات أوضاعه في موضوع الجدار الشرقي من مسجد بيت المقدس، ولا يخفى أن هذا ونظائره أمور مبنية على اختلات العالمين، وتغاير النشأتين على وجه لا تصل العقول إلى إدراك كيفيته والوقوت على تفاصيله، فإن صحَّ الخبر لم يسعنا إلا الإيمان لعدم خروج الأمر عن دائرة الإمكان. =

<<  <   >  >>