قال ابن عساكر (٤١/ ٧٤): هذا حديث له علة ثم ذكر بإسناده للعقيلي القصة السابقة. قال ابن رجب في "شرح علل الترمذي" (٢/ ٦٩٣ - ٦٩٧): نذكر بعض الأسانيد التي كان رواتها يسقطون منها الضعيف غالبًا، ومنها رواية عباد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس، وقد قيل: إنها كلها مأخوذة عن أبي يحيى، عن داود بن حصين، عن عكرمة، وله حديث في اللعان عن عكرمة. قال أحمد: إنما رواه عن أبي يحيى، وقد ذكرناه في أبواب اللعان، وله حديث آخر في الحجامة، وحديث في الاكتحال، وقد سئل عنها عباد فقال: حدثنيهما ابن أبي يحيى، عن داود، عن عكرمة. وقال ابن حجر في "الفتح" (١٠/ ١٥٨): أثنا ذكر أحاديث تحديد أيام الحجامة: حديث ابن عباس. . . رجاله ثقات لكنه معلول. . . ثم قال ابن حجر: ولكون هذه الأحاديث لم يصح منها شيء. وقال الألباني في "الصحيحة" (١٨٤٧): قال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي، وليس كما قالا، فإن عباد بن منصور هذا مدلس. . . وأما قول الترمذي: هذا حديث حسن، فلعله من أجل شواهده. وقال في "صحيح الجامع" (٣٣٣٢): حسن. وقال في "صحيح الترغيب" (٣٤٦٢): صحيح لغيره. وقال في "الصحيحة" (٢/ ٦١١): تأييدًا لقول الذهبي: وهذا هو الصواب، لأن عبادًا هذا فيه ضعف لتغيره وتدليسه. ولم ينفرد عباد بن منصور بروايته فقد تابعه عليه نافع أبو هرمز، عن عطاء، عن ابن عباس به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (١١/ ٦٢١ - ١٦٣ رقم ١١٣٦٧)، وابن حبان في "المجروحين" (٣/ ٥٩)، لكنها متابعة لا يفرح بها، فنافع متروك الرواية. وللحديث شواهد: منها ما هو شاهد لنصف الحديث الأول عن أيام الحجامة، ومنها ما هو شاهد لنصفه الثاني عن أمر الملائكة بها ليلة الإسراء. ومما يشهد لأيام الحجامة:
١ - ما أخرجه الترمذي (٢٠٥١) من طريق همام وجرير بن حازم، قالا: حدثنا قتادة، عن أنس قال: "كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يحتجم في الأخدعين والكاهل، وكان يحتجم لسبع عشرة، وتسع عشرة، وإحدى وعشرين". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وأخرجه الحاكم (٤/ ٢١٠)، وقال: صحيح على شرط =