قلت: وإسناده ضعيف جدًّا؛ فيه أبو هارون العبدي، وهو عمارة بن جوين العبدي، قال النسائي والحاكم أبو أحمد: متروك الحديث. وقال حماد بن زيد وابن معين وابن علية وعثمان بن أبي شيبة: كان كذابًا. وانظر "الميزان" (٦٠١٨). قال البيهقي في "الدلائل" (٢/ ٣٨٩): وقد روي في قصة المعراج سوى ما ذكرنا أحاديث بأسانيد ضعاف، وفيما ثبت منها غنية، وأنا ذاكر -بمشيئة اللَّه تعالى- منها ما هو أمثل إسنادًا. وذكر الحديث. وقال ابن كثير في "التفسير": أبو هارون العبدي مضعف عن الأئمة، وإنما سقنا حديثه لما فيه من الشواهد لغيره. وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (١/ ٧٥): هذا حديث غريب عجيب، حذفت نحو النصف منه، وبسياق مثل هذا الحديث صار أبو هارون متروكًا. وقال المنذري في "الترغيب" (٢٧٩٢): وروى الأصبهاني من طريق أبي هارون العبدي. . . وهو واهٍ، وذكر الحديث. وقال الهيثمي في "المجمع" (١/ ٨٦): رواه الطبراني في "الصغير" وفيه أبو هارون، واسمه عمارة بن جوين، وهو ضعيف جدًّا. وقال الألباني في "السلسلة الضعيفة" (٥٤٥٩): ضعيف جدًّا. فائدة: روى البيهقي في "الدلائل" (٢/ ٤٠٥): أنبأنا الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن، قال: أنبأنا أبو نعيم أحمد بن محمد بن إبراهيم البزار، قال: حدثنا أبو حامد بن بلال، قال: حدثنا أبو الأزهر، قال: حدثنا يزيد بن أبي حكيم، قال: رأيت في النوم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقلت: يا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، رجل من أمتك يقال له سفيان الثوري لا بأس به؟ فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا بأس به". وحدثنا عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، عنك ليلة أسري بك، أنك قلت: "رأيت في السماء. . ."، فحدثته بالحديث؟ فقال لي: "نعم". فقلت له: يا رسول اللَّه، إن ناسًا من أمتك يحدثون عنك في المسرى بعجائب؟ فقال لي: "ذاك حديث القصاص".